responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 2  صفحه : 324

و لا تنازع بين الأعراب-و الأعراب ناس إنّما وضعوا بيوتهم و أبنيتهم وسط السّباع و الأحناش و الهمج، فهم ليس يعبرون إلاّ بها، و ليس يعرفون سواها-و قد أجمعوا على أنّ الأفعى إذا هرمت فلم تطعم-و لم يبق في فمها دم أنّها تنكز [1]

بأنفها، و تطعن به، و لا تعضّ بفيها، فيبلغ النّكز لها ما كان يبلغ لها قبل ذلك اللّدغ.

و هل عندنا في ذلك إلا تكذيبهم أو الرجوع إلى الفاصل الذي أنكرتموه، لأنّ أحدا لا يموت من تلك النّخسة، إن كان ليس هناك أكثر من تلك الغمزة.

و قال العجّاج، أو ابنه رؤبة: [من الرجز]

كنتم كمن أدخل في جحر يدا # فأخطأ الأفعى و لاقى الأسودا [2]

ثم قال:

بالشمّ لا بالسّمّ منه أقصدا

و قال الآخر: [من البسيط]

أصمّ ما شمّ من خضراء أيبسها # أو مسّ من حجر أوهاه فانصدعا [3]

و قد حدّثني الأصمعيّ بفرق ما بين النّكز [4] و غيره عند الأعراب‌ [5] .

و هاهنا أمثال نضربها، و أمور قد عاينتموها، يذلّل بها هذا المعنى عندكم و يسهل بها المدخل. قولوا لنا: ما بال العجين يكون في أقصى الدار و يفلق إنسان بطّيخة في أدنى الدار، فلا يفلح ذلك العجين أبدا و لا يختمر؟فما ذلك الفاصل؟ و كيف تقولون بصدم كان ذلك كصدم الحجر، أو بغرب كغرب السيف!! و كيف لم يعرض ذلك الفساد في كلّ معجون هو أقرب إليه من ذلك العجين.

و على أنّ نكز الحيّة التي يصفه الشّعراء بأنّ المنكوز ميّت لا محالة، في سبيل ما حدّثني به حاذق من حذّاق الأطباء، أنّ رجلا يضرب الحيّة من دواهي الحيّات بعصاه فيموت الضّارب، لأنهم يرون أنّ شيئا فصل من الحيّة فجرى فيها حتّى داخل الضارب فقتله، و الأطباء أيضا و النّصارى أجرا على دفع الرّؤيا و العين. و هذه الغرائب التي تحكى عن الحيّات و صرع الشيطان الإنسان، من غيرهم.


[1] تنكز: تلسع.

[2] الرجز لرؤبة في ديوانه 173.

[3] البيت ليحيى بن أبي حفصة في الشعر و الشعراء 482، و الوحشيات 87.

[4] نكزت الحية: لسعت بفيها.

[5] ثمة نقص هنا!.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 2  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست