responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 215

و قد سمّوا بأسد و ليث و أسامة و ضرغامة. و تركوا أن يسمّوا بسبع و سبعة. و سبع هو الاسم الجامع لكلّ ذي ناب و مخلب.

قال الأوّل: قد تسمّوا أيضا بأسماء الجبال، فتسمّوا بأبان و سلمى.

قال آخرون: إنّما هذه أسماء ناس سمّوا بها هذه الجبال، و قد كانت لها أسماء تركت لثقلها، أو لعلّة من العلل؛ و إلاّ فكيف سمّوا بسلمى و تركوا أجأ و رضوى.

و قال بعضهم: قد كانوا ربّما فعلوا ذلك على أن يتّفق لواحد ولود و لمعظّم جليل، أن يسمع أو يرى حمارا، فيسمّي ابنه بذلك؛ و كذلك الكلب و الذئب، و لن يتفق في ذلك الوقت أن يسمع بذكر فرس و لا حجر أو هواء أو ماء؛ فإذا صار حمار، أو ثور، أو كلب اسم رجل معظّم، تتابعت عليه العرب تطير إليه، ثم يكثر ذلك في ولده خاصّة بعده. و على ذلك سمّت الرعية بنيها و بناتها بأسماء رجال الملوك و نسائهم، و على ذلك صار كلّ عليّ يكنى بأبي الحسن، و كل عمر يكنى بأبي حفص، و أشباه ذلك. فالأسماء ضروب، منها شي‌ء أصليّ كالسّماء و الأرض و الهواء و الماء و النار، و أسماء أخر مشتقّات منها على جهة الفأل، و على شكل اسم الأب، كالرجل يكون اسمه عمر فيسمى ابنه عميرا، و يسمّي عمير ابنه عمران، و يسمّي عمران ابنه معمرا.

و ربّما كانت الأسماء بأسماء اللّه عزّ و جلّ مثل ما سمى اللّه عز و جلّ أبا إبراهيم آزر، و سمّى إبليس بفاسق، و ربّما كانت الأسماء مأخوذة من أمور تحدث في الأسماء؛ مثل يوم العروبة سمّيت في الإسلام يوم الجمعة [1] ، و اشتقّ له ذلك من صلاة يوم الجمعة.

241-[الألفاظ الجاهلية المهجورة]

و سنقول في المتروك من هذا الجنس و من غيره، ثم نعود إلى موضعنا الأوّل إن شاء اللّه تعالى.

ترك النّاس مما كان مستعملا في الجاهلية أمورا كثيرة، فمن ذلك تسميتهم للخراج إتاوة، و كقولهم للرشوة و لما يأخذه السّلطان: الحملان و المكس. و قال جابر ابن حنيّ: [من الطويل‌]

أ في كلّ أسواق العراق إتاوة # و في كلّ ما باع امرؤ مكس درهم‌ [2]


[1] انظر مبادئ اللغة 10، ففيه ذكر لأيام الأسبوع في الجاهلية (الأول؛ و الأهون؛ و جبار؛ و دبار؛ و مؤنس؛ و العروبة؛ و شيار) .

[2] البيت لجابر بن حني في المفضليات 211، و اللسان (مكس) ، و التاج (مكس، أتو) ، و أساس البلاغة (أتي) ، و لحني بن جابر في اللسان (أتى) ، و بلا نسبة في المخصص 3/77، 12/253، و العين 5/317، و مجمل اللغة 1/164، 4/343، و تهذيب اللغة 10/90، 14/352.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست