نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 16
فاخش سكوتي إذ أنا منصت # فيك لمسموع خنا القائل
فالسامع الذمّ شريك له # و مطعم المأكول كالآكل
مقالة السّوء إلى أهلها # أسرع من منحدر سائل
و من دعا الناس إلى ذمّه # ذمّوه بالحقّ و بالباطل
فلا تهج إن كنت ذا إربة # حرب أخي التجربة العاقل
فإنّ ذا العقل إذا هجته # هجت به ذا خيل خابل
تبصر في عاجل شدّاته # عليك غبّ الضرر الآجل
و قد يقال: إنّ العفو يفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم، و قد قال الشاعر: [من البسيط]
و العفو عند لبيب القوم موعظة # و بعضه لسفيه القوم تدريب
2-[لا تزر وازرة وزر أخرى]
فإن كنّا أسأنا في هذا التقريع و التوقيف، فالذي لم يأخذ فينا بحكم القرآن و لا بأدب الرسول عليه الصلاة و السلام، و لم يفزع إلى ما في الفطن الصحيحة، و إلى ما توجبه المقاييس المطّردة، و الأمثال المضروبة، و الأشعار السائرة، أولى بالإساءة و أحقّ باللائمة، قال اللّه عزّ و جل: وَ لاََ تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىََ[1] . و قد قال النبيّ عليه الصلاة و السلام: «لا يجن يمينك على شمالك» .
و هذا حكم اللّه تعالى و آداب رسوله و الذي أنزل به الكتاب و دلّ عليه من حجج العقول.
3-[المفقأ و المعمى]
فأمّا ما قالوا في المثل المضروب «رمتني بدائها و انسلّت» [2] ، و أمّا قول الشعراء، و ذمّ الخطباء لمن أخذ إنسانا بذنب غيره، و ما ضربوا في ذلك من الأمثال،