نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 17
كقول النابغة حيث يقول في شعره: [من الطويل]
و كلّفتني ذنب امرئ و تركته # كذي العرّ يكوى غيره و هو راتع [1]
و كانوا إذا أصاب إبلهم العرّ [2] كووا السليم ليدفعه عن السقيم، فأسقموا الصحيح من غير أن يبرءوا السقيم.
و كانوا إذا كثرت إبل أحدهم فبلغت الألف، فقئوا عين الفحل، فإن زادت الإبل على الألف فقئوا العين الأخرى، و ذلك المفقّأ و المعمّى اللذان سمعت في أشعارهم [3] .
قال الفرزدق: [من الوافر]
غلبتك بالمفقئ و المعنّى # و بيت المحتبي و الخافقات [4]
و كانوا يزعمون أن المفقأ يطرد عنها العين و السواف [5] و الغارة، فقال الأوّل:
[من الطويل]
فقأت لها عين الفحيل عيافة # و فيهنّ رعلاء المسامع و الحامي [6]
الرعلاء: التي تشقّ أذنها و تترك مدلاّة، لكرمها.
4-[ذبح العتيرة]
و كانوا يقولون في موضع الكفّارة و الأمنيّة، كقول الرجل: إذا بلغت إبلي كذا و كذا و كذلك غنمي، ذبحت عند الأوثان كذا و كذا عتيرة [7] . و العتيرة من نسك الرّجبيّة و الجمع عتائر-و العتائر من الظباء-فإذا بلغت إبل أحدهم أو غنمه ذلك
[1] ديوان النابغة الذبياني 37، و اللسان و التاج (عرر) ، و المستقصى 2/217، و مجمع الأمثال 2/158.
[2] العرّ: قروح تخرج بالإبل متفرقة في مشافرها و قوائمها، يسيل منها مثل الماء الأصفر. (اللسان:
عرر 4/355) .
[3] انظر كتاب البرصان و العرجان 267، 269، و الفاضل 85.
[4] البيت في ديوان الفرزدق 1/110، و اللسان (فقأ، عمى، عنا) ، و التاج (خفق، عنى) ، و تهذيب اللغة 3/213؛ 9/332، و كتاب العين 2/253.