نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 100
أيضا يجمعن البيض، و إذا جمعن فلو جمعت بيض عشر منهنّ لما كان كشطر بيض بنيّة واحدة. و قد رأيت بيض الشّبّوط و ذقته للتعرّف فوجدته غير طائل، و لا معجب.
و كلّ صيّاد تسأله فهو ينبيك أنّ له بيضا، و لكنّه إذا كان يكون ضئيلا قليلا، لأنّ الشبابيط في أصل العدد من أقلّ السمك. و كذلك الجنس منه إذا كانت الأنثى منه مذكارا.
116-[مواطن الشبوط]
على أنّه ربّ نهر يكون أكثر سمكه الشّبّوط، و ذلك قليل، كنهر رامهرمز.
و الشّبّوط لا يتربّى في البحار، و لا يسكن إلاّ في الأودية و الأنهار، و يكره الماء الملح و يطلب الأعذب فالأعذب، و يكون في الماء الجاري، و لا يكون في الساكن.
و سنذكر شأنه في موضعه من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى.
117-[رد على ما زعموا في الزرافة]
و لم يصب أبو واثلة، و كذبوا على أمّ جعفر [1] . فإذا قالوا في الزّرافة ما قالوا [2]
فلا تأمنهم على ما هو دونه. و إن كان من كذب على الموتى و استشهد الغيّب أحذق، فصاحب الزرافة قد استعمل بعض هذه الحيلة، و صاحب الشّبّوط يكذب على الأحياء، و يستشهد الحضور. و إن كان الذي دعا إلى القول في الزرافة أنهم جعلوا تركيب اسمه دليلا على تركيب الخلق. فالجاموس بالفارسية كاوماش. و تأويله ضأنيّ بقريّ، لأنهم وجدوا فيه مشابهة الكبش و كثيرا من مشابهة الثور، و ليس أنّ الكباش ضربت في البقر فجاءت بالجواميس.
118-[زعم الفرس في تقسيم الحيوان]
و زعم الفرس أنّ الحيوان كلّه الذي يلد حيوانا مثله ممّا يمشي على أربع قوائم، لا تخلو أجناسها من المعز و الضأن. و الجواميس عندهم ضأن البقر، و البخت عندهم ضأن الإبل، و البراذين عندهم ضأن الخيل.
119-[زعم في الإبل]
و الناس يقولون في الإبل أقاويل عجيبة: فمنهم من يزعم أن فيها عرقا من سفاد