responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 99

و زعموا أنّ أمّ جعفر بنت جعفر بن المنصور، حصرت في حوض لها ضخم أو بركة كبيرة عددا كثيرا من الزجر و البنّيّ، و أنّها لم تخلط بهما غيرهما، فمات أكثره و بقيت بقية كانت الصميم في القوّة، و في احتمال تغيّر المكان فلم تحمل البيض حينا، ثمّ إنّها حملت بالشبابيط.

113-[مطر الضفادع و الشبابيط]

و زعم حريث أنّه كان بإيذج‌ [1] ، فإذا سحابة دهماء طخياء تكاد تمسّ الأرض، و تكاد تمسّ قمم رءوسهم، و أنّهم سمعوا فيها كأصوات المجانيق، و كهدير الفحول في الأشوال، ثم إنّها دفعت بأشدّ مطر رئي أو سمع به، حتى استسلموا للغرق، ثمّ اندفعت بالضفادع العظام‌ [2] ، ثم اندفعت بالشبابيط السّمان الخدال‌ [3] فطبخوا و اشتووا، و ملّحوا و ادّخروا [4] .

114-[غرور أبي واثلة و الخليل بن أحمد]

و رووا عن أبي واثلة أنّه زعم أنّ من الدليل على أنّ الشّبّوط كالبغل، أنّ الناس لم يجدوا في طول ما أكلوا الشبابيط في جوفها بيضا قطّ. فإن كان هذا الخبر عن هذا الرجل المذكور بشدّة العقل، المنعوت بثقوب الفراسة و دقّة الفطنة صحيحا، فما أعظم المصيبة علينا فيه، و ما أخلق الخبر أن يكون صحيحا، و ذلك أنّي سمعت له كلاما كثيرا من تصنيف الحيوان و أقسام الأجناس، يدلّ على أنّ الرجل حين أحسن في أشياء و همّه العجب بنفسه أنّه لا يروم شيئا فيمتنع عليه.

و غرّه من نفسه الذي غرّ الخليل بن أحمد، حين أحسن في النحو و العروض، فظنّ أنّه يحسن الكلام و تأليف اللّحون، فكتب فيهما كتابين لا يشير بهما و لا يدلّ عليهما إلاّ المرّة المحترقة، و لا يؤدّي إلى مثل ذلك إلاّ خذلان من اللّه تعالى، فإنّ اللّه عزّ و جلّ لا يعجزه شي‌ء.

115-[بيض الشبوط و تناسله‌]

و الشّبّوط-حفظك اللّه تعالى-جنس كثير الذكور قليل الإناث، فلا يكون إناثه


[1] إيذج: بلدة و كورة بين خوزستان و أصفهان. و قيل: هي بلدة من كور الأهواز و بلاد الخوز، و قيل:

من قرى سمرقند عند الجبل. معجم البلدان 1/288.

[2] انظر الفقرة (123) .

[3] الخدال: جمع خدلة، و هي العظيمة الممتلئة. اللسان: خدل.

[4] ربيع الأبرار 5/440.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست