نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الغروي، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 21
..........
بالعلم الإجمالي أو بالاحتمال و لأجله قد استقل العقل بلزوم تحصيل العلم بالفراغ و هو لا يتحصل إلّا بالاحتياط أو بتحصيل العلم بالأحكام من دون متابعة الغير- كما في الاجتهاد- أو بمتابعته- كما في التقليد- حيث أن المكلف بتركه تلك الطرق يحتمل العقاب في كل ما يفعله و يتركه لاحتمال حرمته أو وجوبه و العقل مستقل بوجوب دفع الضرر المحتمل بمعنى العقاب.
و من البديهي أن المجتهد أعنى من له ملكة الاستنباط من غير أن يستنبط و يتصدى لتحصيل الحجة و لا في حكم واحد كغيره يحتمل العقاب في كل من أفعاله و تروكه و معه لا بد له أيضا إما أن يكون مجتهدا أو مقلدا أو يحتاط. و بهذا ينكشف أن الاجتهاد الذي يعدّ عدلا للتقليد و الاحتياط ليس هو بمعنى الملكة، و انما معناه تحصيل الحجة على الحكم الشرعي بالفعل اعنى العمل و الاستنباط الخارجيين لانه المؤمن من العقاب و لا أثر في ذلك للملكة و توضيحه:
أن ملكة الاجتهاد غير ملكة السخاوة و الشجاعة و نحوهما من الملكات إذ الملكة في مثلهما انما يتحقق بالعمل و بالمزاولة كدخول المخاوف و التصدي للمهالك فان بذلك يضعف الخوف متدرجا و يزول شيئا فشيئا حتى لا يخاف صاحبه من الحروب العظيمة و غيرها من الأمور المهام فترى انه يدخل الأمر الخطير كما يدخل داره. و كذلك الحال في ملكة السخاوة فان بالإعطاء متدرجا قد يصل الإنسان مرتبة يقدّم غيره على نفسه فيبقى جائعا و يطعم ما بيده لغيره و المتحصل أن العمل في أمثال تلك الملكات متقدم على الملكة. و هذا بخلاف ملكة الاجتهاد لأنها إنما يتوقف على جملة من المبادي و العلوم كالنحو و الصرف و غيرهما و العمدة علم الأصول فبعد ما تعلمها الإنسان تحصل له ملكة الاستنباط و ان لم يتصد للاستنباط و لا في حكم واحد، إذا العمل اى الاستنباط متأخر عن الملكة فلا وجه لما قد يتوهم من أنها كسائر الملكات غير منفكة عن العمل و الاستنباط فمن حصلت له الملكة
نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الغروي، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 21