هذا إخبار عماقال يعقوب لبنيه بعد ان قال ماتقدم ذكره " يابني اذهبوا فتحسسوا " والتحسس طلب الشئ بالحاسة فاما طلبه بالدعاء إلى فعله، فلايسمى تحسسا، والتحسس والتجسس بالحاء والجيم بمعنى واحد.
" ولاتيأسوا من روح الله " اي لاتقطعوا رجاءكم منه. والروح والفرج نظائر، وهو رفع ترح بلذة، مأخوذ من الريح التي تأتي بما فيه اللذة.
وقوله " انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون " اخبار منه بأن الذي يائس من رحمة الله الكافرون، وذلك يدل على ان الفاسق الملي لاييأس منه، بخلاف مايقوله اهل الوعيد، وقد أجاب عن ذلك اهل الوعيد بجوابين:
احدهما - ان ذلك على وجه التغليب، فيدخل فيه الفاسق في الجملة.
والثاني - أنه لاييأس في حال التكليف إلا الكافر الذي لايعرف الله تعالى، فاما من يعرف الله فانه لاييأس منه، لانه يسوف التوبة.
قوله تعالى:
(فلما دخلوا عليه قالوا ياأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 185