responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 184

هذا حكاية ماأجاب به يعقوب بنيه لماقالوا له ماتقدم ذكره، أي انما أشكو، والشكوى صفة مايجده من البلوى، وانما وصف (ع) ذلك لله طلبا للفرج من جهته، والبث تفريق الهم باظهاره عن القلب، يقال: بثه مافي نفسه بثا وأبثه إبثاثا، وبث الخيل على العدو: إذا فرقها عليه. وقال ابن عباس معنى (بثي) همي.

وقوله " واعلم من الله مالاتعلمون " قيل في معناه قولان:

احدهما - قال ابن عباس: اعلم ان رؤيا يوسف صادقة واني ساجد له.

والثاني - قال قتادة: أعلم من احسان الله (عزوجل) الي مايوجب حسن ظني به، وانما جاز على يعقوب وهونبي، ان يبكي حتى تبيض عيناه من الحزن، لان عظم المصيبة يهجم على النفس حتى لايملك معه القرار بالصبر حتى يرتفع الحزن، مع انه على ولد لا كالاولاد، في جماله، وعقله، وعفافه، وعلمه، وأخلاقه، وبره، من غير تأس يوجب السلوة، ولارجاء يقرب الحال الجامعة، ومع هذا فلم يكن منه الا مايوجب الاجر العظيم والثواب الجزيل الكريم، والبكاء ليس بممنوع منه في الشرع، وانما الممنوع اللطم، والخدش، والجز، وتخريق الثياب، والقول الذي لايسوغ، وكل ذلك لم يكن منه (ع) وإنما جاز أن يخفى خبر يوسف على يعقوب مع قرب المسافة بينهما، لان يوسف كان بمصر ويعقوب بأرض الجزيرة من أرض حران، ولم يعرف يوسف أباه مكانه ليزول همه، لانه في تلك المدة كان بين شغل وحجر على ماتوجبه سياسة الملك، وبين حبس في السجن، لانه مكث فيه سبع سنين لمامحن به من امرأة العزيز، فلما تمكن من التدبير تلطف في ذلك لئلا يكون من أخوته حال تكره في ايصال خبره إلى أبيه لشدة ماينالهم من التهجين في أمره إذا وقف على خبره.

وانما جاز ان يستخرج الصواع من رحل أخيه مع ايجاب التهمة في ذلك عند الناس، وغم أبيه وأخيه خاصة وسائر اخوته عامة لوجوه:

احدها - انه كان ذلك بمواطأة اخيه على ذلك بمايسر في باطنه.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست