responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 388

الاكل والشرب، ونهى عن الاسراف، وهناك قوم يحرمون كثيرا من الاشياء من هذا الجنس، قال الله تعالى منكرا ذلك " من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ". وقيل في معنى الطيبات قولان: أحدهما - المستلذ من الرزق. الثاني - الحلال من الرزق، والاول أشبه بخلوصه يوم القيامة. وإنما ذكر الطيبات من جملة ذلك - في قول ابن زيد والسدي - لانهم كانوا يحرمون البحائر والسوائب، وظاهر الاية يدل على أنه لايجوز لاحد تجنب الزينة والملاذ الطيبة على وجه التحريم، وأما من اجتنبها على ان غيرها أفضل منها فلا مانع منه.

ثم أخبر تعالى فقال (هي) يعني الطيبات " للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة " وقيل في معنى " خالصة يوم القيمة " قولان:

أحدهما - قال ابن عباس والحسن والضحاك وابن جريج، وابن زيد:

هي خالصة للمؤمنين دون أعدائهم من المشركين.

وقال أبوعلي: هي خالصة لهم من شائب مضرة تلحقهم.

وقال أبوعلي الفارسي: لايخلو قوله " في الحياة الدنيا " من أن يتعلق ب (حرم) أو ب (زينة) أو ب (أخرج) أو ب " الطيبات " أو ب " الرزق " من قوله " من الرزق " أو بقوله " آمنوا " ولايجوز أن يتعلق ب (حرم)

فيكون التقدير قل من حرم في الحياة الدنيا، ويكون المعنى قل من حرم في وقت الحياة الدنيا، ولايجوز أن يتعلق ب (زينة) لانه مصدر أوجار مجراه، ولما وصفها لم يجز أن يتعلق بها شئ بعد الوصف كما لايتعلق به العطف عليه، ويجوز أن يتعلق ب (أخرج) لعباده في الحياة الدنيا.

فإن قيل: كيف يتعلق ب (أخرج) وفيه فصل بين الصلة والموصول بقوله " قل هي للذين آمنوا " وهو كلام مستأنف ليس في الصلة؟ قيل لايمنع الفصل به، لانه مما يسدد القصة، وقد قال " والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة " [1] فقوله " وترهقهم ذلة "


[1] سورة 10 يونس آية 27.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست