معنى قوله: كتب: فرض. وأصل الكتب: الخط الدال على معنى الفرض.
وقيل: لانه، مما كتبه الله في اللوح المحفوظ على جهة الفرض، قال الشاعر: [1]
كتب القتل والقتال علينا * وعلى المحصنات جر الذيول [2]
وقال النابغة الجعدي:
يا بنت عمي كتاب الله أخرجني * عنكم فهل امنعن الله ما فعلا [3]
ومنه الصلاة المكتوبة أي المفروضة فان قيل: كيف قيل: كتب عليكم بمعنى فرض، والاولياء مخيرون: بين القصاص، والعفو، وأخذ الدية؟ قلنا عنه جوابان:
أحدهما - انه فرض عليكم ذلك إن اختار أولياء المقتول القصاص. والفرض قد يكون مضيقا ويكون مخيرا فيه. والثاني - فرض عليكم ترك مجاوزة ما حد لكم إلى التعدي فيما لم يجعل لكم.
اللغة:
والقصاص: الاخذ من الجاني مثل ما جنى، وذلك لانه تال لجنايته. وأصله التلو، من قص الاثر: وهو تلو الاثر. والقصاص، والمقاصة، والمعاوضة، والمبادلة نظائر. يقال: قص يقص قصا، وقصصا. وأقصه به إقصاصا. واقتص اقتصاصا.
وتقاصوا تقاصا. واستقص: اذا طلب القصاص استقصاصا. وقاصه مقاصة وقصاصا. وقص الشئ بالمقص يقصه قصا. وقص الحديث يقصه قصصا. وكذلك قص أثره قصصا: اذا اقتفى أثره. والقص والقصص: عظم الصدر من الناس،
(1) هو عمر بن أبي ربيعة، أو عبدالله بن الزبير الاسدي (2) ديوان عمر، والبيان، والتبيين 2: 236، والكامل لابن الاثير 2: 154، وتاريخ الطبري 7: 158، وانساب الاشراف 5: 264. والاغاني 9: 229.