responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان المفيد في شرح الحلقة الثالثة نویسنده : المنصوري، الشيخ أياد    جلد : 1  صفحه : 158

فإن كان إنشاء الوظيفة العملية بلسان تنزيل مؤدى الأصل منزلة الواقع في الجانب العملي، بمعنى تنزيل المشكوك منزلة المتيقن، فهو أصل تنزيلي أو محرز، فلو كان مؤدى الأصل هو الحلية كما في قوله (ع): «كل شي‌ء لك حلال حتى تعلم الحرام بعينه»، فإن مفاد هذا الخبر هو أصالة الحلية، فمؤدى الأصل و مفاده هو حلية ما يشك في حليته أو حرمته، فالتنزيل هنا بلحاظ مؤدى الأصل، بمعنى: تنزيل مشكوك الحلية منزلة الحلال الواقعي في الجانب العملي، فما كانت تقتضيه الحلية الواقعية من عمل و سلوك و آثار، تثبت لمشكوك الحلية- أيضاً- بمقتضى هذا التنزيل‌ [1].

أو كان إنشاء الوظيفة العمليّة بلسان تنزيل نفس الأصل أو الاحتمال المقوّم له و هو الشك-؛ فإنّ الأصل متقوّم بالشك حيث أخذ في موضوعه- منزلة اليقين في الجانب العملي لليقين لا الجانب الاحرازي و الكشفي له‌ [2]، كما مثَّل لذلك‌

بالاستصحاب، فهذا أيضاً أصل عملي تنزيلي، و الفرق بينهما مع اشتراكهما في أصل التنزيل، هو أن التنزيل في الأول كان بلحاظ مؤدّى الأصل، أي تنزيل المشكوك منزلة المتيقن من دون أن يكون هناك تنزيل لنفس الشك منزلة اليقين، بل تنزيل‌

ما


[1] و مما يترتب على ذلك كتطبيق فقهي، هو الحكم بطهارة مدفوع الحيوان الذي يشك في حلّية أكل لحمه؛ فإنه بمقتضى هذا التنزيل، سوف تترتب جميع الآثار المجعولة لمأكول اللحم و التي منها طهارة مدفوعه، إذ أنّ من آثار الحلّية الواقعية لأكل لحم الحيوان، هو الحكم بطهارة مدفوعه، من باب ما ثبت في الشريعة من أن كل ما يؤكل لحمه فبوله و روثه طاهران.

فلو قلنا: إن المستفاد من قوله: «كل شي‌ء لك حلال حتى تعلم انه حرام»، تنزيل مشكوك الحلّية منزلة الحلال الواقعي في الآثار، فسوف يثبت- إضافة إلى حلّية أكل لحم الحيوان المشكوك- طهارة مدفوعه أيضاً. و إن قلنا: إن المستفاد منه مجرّد إنشاء حلّية ظاهريّة من دون تنزيلها منزلة الحلّية الواقعيّة، فلا يكفي جريانها في الحيوان المشكوك لإثبات طهارة مدفوعه. و قد أشار السيّد الشهيد إلى هذه الثمرة في بحث الأصول العمليّة، راجع بحوث في علم الأصول: ج 5 ص 18

[2] اعلم أن للعلم و اليقين جهات ثلاث: الأولى: كونه صفة قائمة بنفس العالم، و الثانية: كونه كاشفاً عن المعلوم و محرزاً له بحيث يري الواقع المنكشف، و الثالثة: كونه يقتضي جرياً عملياً على طبقه، فإن العلم بوجود الأسد في الطريق يقتضي الفرار منه، و العلم بوجود الماء يوجب التوجّه إليه بالنسبة للعالم بوجوده إذا كان عطشاناً. و تنزيل الشكّ منزلة اليقين في الجانب العملي، تعني تنزيله منزلة اليقين بلحاظ جهته الثالثة.

نام کتاب : البيان المفيد في شرح الحلقة الثالثة نویسنده : المنصوري، الشيخ أياد    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست