و كل واحدة من هذه العلل تصلح أن تقع حدودا وسطى، لان كل علة لشيء فى شيء فهى واسطة بينهما لكن منها ما هى قريبة و منها ما هى بعيدة و منها ما هى بالذات و منها ما هى بالعرض.
و القريب من العلة الفاعلية هى كالعفونة للحمى، و من العلة الصورية كقيام خط على خط عن زاويتين متساويتين لكون الزاوية قائمة، و من العلة المادية كاستيلاء اليابس على الرطب فى الاخلاط للموت، و من العلة الغائية كتوقى [1] احتقان الخلط و استيلاء البرد للمشى للحمّام.
و أما البعيدة من العلة الفاعلية فكالشّره [2] للحمى، و من العلة الصورية
[1] -كتوقى احتقان الخلط. أى ان الداعى الى المشى للحمام و الغاية منه هو دفع احتقان الاخلاط و دفع استيلاء البرد على المزاج.
[2] -فكالشره بالتحريك و هو اشتداد الرغبة فى الاكل و الافراط فيها فانه سبب لكثرة الا كل و لتناول ما قد يضر من المأكولات و ذلك سبب العفونة و هى سبب الحمى.
نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 451