الفصل السادس قيمة تعليقات الشيخ محمد عبده‌

كان الشيخ فى ميدان الاصلاح خلال حياته يهدف اصلاح الدراسة و التدريس فى جامعة الازهر و بادر لتبديل كتب الدرس و اصلاح الاسلوب و بعد الفحص و التحقيق عثر على كتب حسب انها انسب للتدريس فى الازهر منها: اسرار البلاغة و دلائل الاعجاز لعبد القاهر الجرجانى فى فن المعانى و البيان و علوم القرآن، و الموافقات للشاطبى فى اصول الفقه و البصائر النصرية فى المنطق و عرض المشكلة على شيوخ الازهر و استحسنوه‌ [1] و بعد التصويب علق عليها اما فى المنطق فتوسع فى تعليقاته على البصائر.

يقول فى دافع عمله: «ان الكتاب و ان كان جزل العبارة صحيح البيان الا ان فيه الفاظا و عبارات و مسائل اعتمد فى الاتيان بها على ما كان عليه اهل زمانه من درجة العرفان و هى اليوم تحتاج الى شي‌ء من الشرح و الايضاح فاستخرت الله-تعالى-فى وضع بعض تعاليق على ما رأيته محتاجا الى ذلك» .

و على كل حال تدور تعليقاته حول المواضع الثلاثة:

1-إيضاح الفاظ الكتاب و شرح عباراته المجملة و تعيين ترتيب الجملات و طرح بحوث لغوية اخرى بحيث تنطبق على مقصود المصنف و هو لازم لفهم كتب المتقدمين فى عصرنا الحاضر لرواج طريقة الدراسة و التعليم الحديث. و عدم معرفة ابناء الزمان بها.

2-شرح مقاصد المصنف فى المسائل و القواعد المنطقية و لا غرابة ان

[1] -انظر: مقدمة الشيخ محمد عبده على البصائر و كذلك مقدمة السيد رشيد رضا على اسرار البلاغة و دلائل الاعجاز.