نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 389
و منها أن من يراد تلقينه الاعتقاد الحق و كان مميّزا عن العوامّ و لا يرضى بالتقليد و الكلام الوعظى [1] الخطابى و لم يبلغ رتبة ادراك الحقائق من البرهان اليقينى يتدرج الى تقرير هذا الاعتقاد الحق له بالاقيسة الجدلية.
و منها: أن كل علم [2] جزئى فتقدم عليه مقدمات تستبان فى علم آخر أعلى من ذلك العلم و يراود المتعلم على تسليمها فربما لا تسمح نفسه به فتطيب نفسه بالاقيسة الجدلية الى أن ينتهى الى معرفتها بالبرهان من العلم الآخر.
و منها: أن فى قوّة الاقيسة الجدلية أن ينتج منها طرفا [3] النقيض، فاذا ألّفت قياسات على الاثبات و أخرى على النفى فى مطلوب واحد و ردّد الفكر و الرويّة فيها فربما لاح من أثناء ذلك ما هو الحق.
[مواد المغالطة]
و أما مواد القياس المغالطى فالوهميات الكاذبة و المشبهات و ليس فى معرفته فائدة الا التوقى و الاجتناب.
و ربما استعمل لامتحان من لا يعلم قصوره و كما له فى العلم، ليستدل بذهاب الغلط عليه أو تنبهه له على رتبته و اذ ذاك يسمى قياسا امتحانيا.
و ربما استعمل فى تبكيت من يوهم العوام أنه عالم فيكشف لهم تحيّره و عجزه عن استبانة الصواب و الخطا فيه بعد ان يوقفوا على مكمن الغلط دونه صدّا لهم عن الاقتداء به و عند ذلك يسمى قياسا عناديا.
[1] -الوعظى الخطابى. أى المبنى على المظنونات لا على المشهورات و المسلمات.
[2] -كل علم جزئى. أراد من الجزئى الخاص كالطبيعى و الرياضى و الطلب و الاخلاق و نحو ذلك.
[3] -طرفا النقيض. أراد النقيضين لأن التناقض نسبة لها طرفان هما النقيضان.
نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 389