نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 380
[المشهورات]
و أما المشهورات: فهى قضايا و آراء أوجب التصديق بها اتفاق الكافة أو الاكثر عند معتقديها عليها مثل: أن العدل جميل و الكذب قبيح و ايلام البرىّ عن الجرم قبيح و كشف العورة فى المحافل قبيح منكر و اسداء المعروف حسن محمود.
و ليست هذه من مقتضيات الفطرة من حيث هى مشهورة، بل مما تدعو إليه اما محبة التسالم و صلاح المعيشة أو شيء من الاخلاق الانسانية مثل الحياء و الرحمة و الأنفة و الخجل أو سنن بقيت قديمة و لم تنسخ، أو الاستقراء الكثير بحيث لم يوجد لها نقيض، فاذا قدّر الانسان نفسه خاليا عن هذه الاحوال و أراد التشكك فيها أمكن. و لم يمكنه فى أن الكل أعظم من الجزء فعرف أنها غير فطرية.
و الاوّليات أيضا مشهورة و كذلك الحسيات و التجربيات و المتواترات و الوهميات.
غير أن الديانات الشرعية و المعارف الحكمية تقدح فى شهرة الكاذب منها [1] لكن المشهور الصرف فى استعمالها [2] هو ما لا يوجب اعتقاده الا مجرّد الشهرة، فلا تكون الاوّليات و الوهميات و ما عددنا معها اذن منها.
و من هذه المشهورات ما هو صادق، و لكن يعرف صدقه بحجة و منها ما يصدق لشرط دقيق، فان أخلّ به لم يصدق، مثل قول الجمهور: «اللّه قادر على كل شيء» و هذا مشهور و انكاره شنيع مستقبح، مع أنه ليس قادرا على هذا الاطلاق اذ ليس قادرا على أن يخلق مثل نفسه، فشرط صدقه أن يقال هو
[1] -منها أى من الوهميات إماما قبلها فلا مساغ للكذب فيه بعد استيفاء ما سبق، من شرائطه.
[2] -فى استعمالها أى فى عرف الديانات و المعارف الحكمية و اصطلاحها عند ما تقسم القضايا الى أقسامها و منها ما يسمى بالمشهورات على اطلاق اللفظ.
نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 380