ثم خشى نجدة من أبي فديك فاختفى في إحدى قرى حجر، و نزل أبو فديك باباض و برىء أصحابه من نجدة، و شعر أبو فديك بضرورة التخلص من نجدة و قتله لأن بقاءه مصدر خطر عليه [1]، فأرسل جماعة من أتباعه في طلب نجدة [2]، كما أرصد جائزة عشرة آلاف درهم لمن يدلهم عليه، و أن أي مملوك يدلهم عليه فهو حر [3]، ففر نجدة إلى أخواله بني تميم و استخفى عندهم، ثم أراد اللجوء إلى عبد الملك و مبايعته، و لكنه قتل سنة 72 ه، و تولى قتله جماعة من أصحاب أبي فديك فيهم أبو طالوت و ثابت التمار [4].
و قد أثار قتل نجدة جماعة من أصحاب أبي فديك ففارقوه، ثم طعنه أحد أتباعه مسلم بن جبير بسكين، و لكنه برىء، و قد قتل المعتدي و هو حجازي كان قد انضم إلى الخوارج و استقر باليمامة [5].
و قد سار أبو فديك من اليمامة إلى البحرين و جعل مقره في
[1] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 143- 144. الكامل: 4/ 205- 206. ابن خلدون: 3/ 315.
[2] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 143. الكامل: 4/ 206.