و قد استغل أعداء الخوارج الخلاف بين نجدة و أتباعه و ما نتج عنه من ضعف و انقسام في صفوفهم، فثاروا على عماله، فقد ثار أهل الطائف على عامله الحاروق الحنفي فهرب، ثم قتله في عقبة [1] عبد الله بن النعمان الدوسي رئيس أزد السراة، كما أن سعد الطلائع عامله على نجران، قتله ناجية الجرمي بعد أن منعه الصدقة [2].
عزل نجدة و مقتله و مبايعة أبي فديك:-
و قد أدت الخلافات بين نجدة و أتباعه إلى خلعه، و ولوا أمرهم أحد الموالي و ثابت التمار، مما يدل على تأثير الموالي القوى في حركة الخوارج، و محاولتهم قيادتها، و لكن سرعان ما تبينوا أنه لا بد لمن يكون أميرهم أن يكون عربيا خالصا، فأظهروا أن شعورهم القبلي أقوى من عقيدتهم الخارجية، و الواقع أن الخوارج في هذه الفترة التي تميزت بالتعصب القبلي لا يمكن أن يبايعوا بالأمرة عليهم رجلا من الموالي و معظمهم من العرب، و قد طلبوا من ثابت التمار أن يختار لهم خليفة، فاختار زوج أخته أبا فديك عبد الله بن ثور أحد بني قيس بن ثعلبة فنال البيعة [3].
[1] عقبة: منزل في طريق مكة بعد واقصة و هو ماء لبني عكرمة بن بكر بن وائل.
ياقوت: 3/ 692.
[2] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 أ. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول. 140- 141 الكامل: 4/ 205.
[3] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 ب، 37 ب. انظر أيضا الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 143. اليعقوبي: 2/ 325- 326. الكامل: 4/ 205.
مقالات الإسلاميين: 92. الفرق بين الفرق: 89. التبصير في الدين: 30- 31.
الملل و النحل: 1/ 92. و لهاوزن: الخوارج و الشيعة/ 83. و في رواية أخرى أنهم عهدوا إلى نجدة ليختار لهم إماما فاختار أبا فديك. انظر الفرق بين الفرق: 89.