صنعاء فدخلها حيث بايعه أهلها خوفا منه، وجبى من مخاليفها الصدقة، و كانت اليمن في حالة ضعف، فمن المعلومات أنها كانت عند ظهور الإسلام مفككة، يسود فيها كثير من الأذواء المتقاتلين، و لما دخلت في حظيرة الإسلام خرج عدد كبير من رجالها مع الجيوش الإسلامية للقيام بالفتوحات التي كانت متجهة نحو الشمال، فأصاب اليمن الإهمال و أدى هذا إلى ضعفها، ثم أرسل نجدة أبا فديك عبد الله بن ثور إلى حضرموت فجبى الصدقات من أهلها أيضا [1].
و في تلك السنة [2] ذهب نجدة مع ما يقرب من ألف [3] من أتباعه إلى مكة للحج [4]، ثم توجه بعد الحج إلى المدينة فاستعد أهلها لقتاله، و كان من بينهم عبد الله بن عمر، فلما كان بنخل [5] و أخبر باستعداد ابن عمر إلى مقاومة الخوارج رجع أدراجه [6]، لأنه أدرك أن خروج عبد الله بن عمر يدل على أنه سيلقي مقاومة من المتدينين
[1] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 أ. انظر أيضا الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 136- 137. الكامل: 4/ 203. ابن خلدون: 3/ 314.
[2] في خليفة بن خياط: التاريخ 1/ 206 أنه حج سنة 66 ه، و يذكر ابن الأثير أنه حج في سنة 69 ه. الكامل: 4/ 203. و في أنساب الأشراف ج 6، ورقة 16 أ.
و في الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 137 أنه حج سنة 70 ه.
[3] في أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 أ. «1600 رجل»، و في الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول:، 13 «2600». و في الكامل: 4/ 203. و ابن خلدون: 3/ 314. «تسعمائة و قيل ألفين».
[4] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 أ. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 137. اليعقوبي: 2/ 314. الطبري: 2 ق 2/ 781- 783. الكامل: 4/ 203. البداية و النهاية: 8/ 294. ابن خلدون: 3/ 314.
[5] نخل: منزل من منازل بني ثعلبة، من المدينة على مرحلتين. ياقوت: 4/ 768.
[6] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 أ، الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 137. الكامل: 203- 204. ابن خلدون: 3/ 314.