و ذوي المكانة عند المسلمين، و في هذا خطر كبير عليه لأنه سيؤدي إلى إثارة المسلمين ضد الخوارج [1].
ثم توجه نجدة إلى الطائف فبايعه عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي عن قومه، ثم سار إلى تبالة [2] و عاد منها إلى البحرين، و في طريق عودته تحقق نجدة من قوته و سيطرته على تلك المناطق فعين الحاروق الحنفي على الطائف و تبالة و السراة و سعد الطلائع على نجران، و وجه حاجب بن حميصة لجمع صدقات بني هلال و نمير [3].
الخلاف بين نجدة و أتباعه:-
و بالرغم من نجاح نجدة و امتداد نفوذه، فإنه كانت هناك تيارات تعمل لهدم سلطته، فقد دب الخلاف بين نجدة و أتباعه، و يرجع هذا الخلاف إلى عدّة أسباب منها:-
1- عدم المساواة في توزيع الفيء بين أتباعه، فقد وجد سرية برا و أخرى بحرا و فضل الذين بعثهم في البر على الذين بعثهم في البحر في العطاء، فنازعوه على ذلك و بينوا أنه ليس من حقه أن يفضل بعضهم على بعض [4]، و هذا يظهر تزمت الخوارج و تطرف آرائهم،
[1] يري و لهاوزن أن سبب تراجع نجدة يعود إلى أن سائر الخوارج كانوا يوقرون أباه عمر بن الخطاب (رض) توقيرا شديدا. الخوارج و الشيعة: 80.
[2] تبالة: موضع باليمن بينها و بين مكة 52 فرسخا نحو مسيرة ثمانية أيام، و بينها و بين الطائف ستة أيام. ياقوت: 1/ 816- 817.
[3] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 أ. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 137- 139. الكامل: 4/ 203- 204. ابن خلدون: 3/ 314- 315.
[4] أنساب الأشراف: ج 6، ورقة 16 أ- 16 ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول: 142- 143. ابن خلدون: 3/ 315. الفرق بين الفرق: 88.
و في رواية أخرى أنه فضل سرية البحر على سرية البر. انظر الاسفراييني: التبصير في الدين/ 31. الكامل: 4/ 205.