و قد أدّى تأييد أهل الكوفة للإمام علي و مناصرتهم العلوية، و كذلك تضييق الولاة الأمويين عليهم إلى ضعف حركتهم في الكوفة، و قد حاولوا اتخاذ البصرة مركزا لهم غير أنهم لم يحضوا بنجاج كبير بسبب تطرفهم و لأنّ أهل البصرة أخذوا يعتمدون في حياتهم على التجارة و الحياة الاقتصادية التي تتطلب الاستقرار و الهدوء، و لذلك كان أهل البصرة مؤيدين للدولة الأموية، و قد أتاح ذلك للولاة الأمويين استعمال الشدة لقمع حركات الخوارج في البصرة [2].
و لما حدثت الفتنة على أثر وفاة يزيد بن معاوية، و انقسم العالم الإسلامي نشط الخوارج من جديد، و حاولوا الاتصال بابن الزبير و مناصرته، ثم اختلفوا معه و تبرأوا منه و انصرفوا عنه، فذهب جماعة منهم إلى البصرة و اختاروا نافعا بن الأزرق رئيسا لهم، و ذهب سالم بن مطر مولى [3] بني زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و أبو فديك عبد الله بن ثور بن قيس بن ثعلبة، و عطية بن الأسود الحنفي إلى اليمامة [4].
- مصطفى البابي الحلبي و ألاده، مصر 1937. و الطبري: 1/ ق 6/ 3360 و ما بعدها.
[1] المبرد: الكامل في اللغة: 3/ 926- 929. و الطبري: 1/ ق 6/ 3456 و ما بعدها.
[2] البلاذري: أنساب الأشراف، ج 4 ورقة 25 ب، 26 أ، مخطوطة مصورة في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا- الملغى- برقم 1634- 1644.
المبرد: الكامل في اللغة، 3/ 985- 990، 994- 997، 1001، 1004، 1007، 1017- 1020.
[3] في بعض الروايات أنه من بني زمان و ليس مولاهم. أنساب الأشراف: ج 4، ق 2/ 95. و ابن الأثير: الكامل 4/ 167.
[4] أنساب الأشراف: ج 4، ق 2/ 95- 96، ج 6، ورقة 15 ب، الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول/ 126. الطبري: 2/ ق 1/ 425، 513- 517.-