يربط المؤرخون نشأة الخوارج بحادثة التحكيم في حرب صفين، فالخوارج في أصل نشأتهم هم الذين خرجوا على الإمام علي (رض) عند قبوله التحكيم في صفين و هم لا يقرون بالتحكيم القائم على المناقشات النظرية [1]، و قد اتخذوا شعارهم «لا حكم إلا للّه»، و قد حاول الإمام علي إقناعهم بصحة عمله و لما لم يفلح في ذلك قاتلهم في النهروان و قتل منهم عددا كبيرا [2]، و لكنه لم يقض على حركتهم،
[1] لقد بحث نشأة الخوارج عدد كبير من المؤلفين القدماء و المحدثين، راجع مثلا و لهاوزن: الخوارج و الشيعة 1- 31، ترجمة عبد الرحمن بدوي، مطبعة لجنة التأليف و الترجمة و النشر، القاهرة 1958.
و كولدزيهر: العقيدة و الشريعة في الإسلام: 170، ترجمة محمد يوسف و آخرون، دار الكتاب العربي، القاهرة 1946.
قلماوي: أدب الخوارج في العصر الأموي: 2، مطبعة لجنة التأليف و الترجمة و النشر، القاهرة 1945.
عرفان عبد الحميد: دراسات في الفرق و العقائد الإسلامية: 66- 76، مطبعة الإرشاد، بغداد 1967، و لم أفصل في نشأتهم لأنها خارجة عن نطاق دراستي.
[2] المبرد: الكامل في اللغة و الأدب و النحو و التصريف: 3/ 892- 893، 910- 912، 916- 917، 925، 938، 942- 945، تحقيق زكي مبارك، مطبعة-