نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش جلد : 1 صفحه : 358
إلى جانبه، فأكلنا و غسّلنا أيدينا، فقام الرجل فأخرج كتابا أفضل من النصف المدرج فناوله القاسم، فأخذه و قبّله و دفعه إلى كاتب له يقال له: ابن أبي سلمة، فأخذه أبو عبد اللّه ففضّه و قرأه حتّى أحسّ القاسم بنكاية، فقال: يابا عبد اللّه خير، فقال: خير، فقال: و يحك خرج فيّ شيء؟فقال أبو عبد اللّه: ما تكره فلا، قال القاسم: فما هو؟قال: نعي الشيخ إلى نفسه بعد ورود هذا الكتاب بأربعين يوما و قد حمل إليه سبعة أثواب، فقال القاسم: في سلامة من ديني؟فقال: في سلامة من دينك، فضحك؛ فقال: ما اؤمّل بعد هذا العمر؟
فقال الرجل الوارد، فأخرج من مخلاته ثلاثة أزر و حبرة يمانية حمراء و عمامة و ثوبين و منديلا، فأخذه القاسم، و كان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا أبو الحسن عليه السّلام، و كان له صديق يقال له عبد الرحمن بن محمّد السنيزيّ، و كان شديد النصب، و كان بينه و بين القاسم نضّر اللّه وجهه مودّة في امور الدنيا شديدة، و كان القاسم يودّه، و قد كان عبد الرحمن وافى إلى الدار لإصلاح بين أبي جعفر بن حمدون الهمدانيّ و بين ختنه ابن القاسم.
فقال القاسم لشيخين من مشايخنا المقيمين معه، أحدهما يقال له: أبو حامد عمران بن المفلّس و الآخر أبو عليّ بن جحدر: أن إقرئا هذا الكتاب عبد الرحمن بن محمّد فإنّي احبّ هدايته، و أرجو أن يهديه اللّه بقراءة هذا الكتاب، فقالا له: اللّه اللّه اللّه فإنّ هذا الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة، فكيف عبد الرحمن بن محمّد؟فقال: أنا أعلم أنّي مفش لسرّ لا يجوز لي إعلانه، لكن من محبّتي لعبد الرحمن بن محمّد و شهوتي أن يهديه اللّه عزّ و جلّ لهذا الأمر هو ذا أقرئه الكتاب.
فلمّا مرّ ذلك اليوم-و كان يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من رجب-دخل عبد الرحمن بن محمّد و سلّم عليه، فأخرج القاسم الكتاب فقال له: إقرأ هذا الكتاب و انظر لنفسك، فقرأ عبد الرحمن الكتاب، فلمّا بلغ إلى موضع النعي رمى الكتاب عن يده، و قال للقاسم: يا أبا محمّد، إتّق اللّه فإنّك رجل فاضل في دينك، متمكّن من عقلك، و اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ مََا تَدْرِي نَفْسٌ مََا ذََا تَكْسِبُ غَداً وَ مََا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ[1] و قال: عََالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاََ يُظْهِرُ عَلىََ غَيْبِهِ أَحَداً[2] .