responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 55

فيها لصاحب الشريعة لأن أصل مادة بدع الاختراع على غير مثال سابق، كقوله تعالى:

قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ‌ و لكن مجريات الأحداث و تطورات الأمور جعلت التعريف في اختلاف و مذاهب، فمنهم من جعلها في العبادات خاصة، و منهم من جعلها في العبادات و العادات.

فتعدّدت وجهات النظر في إطلاق البدعة أو الضلالة، و استهل الناس قذف الآخرين بها مما عمّق الخلاف بين المذاهب أو الطوائف، فطائفة تتهم الأخرى بالبدعة و الضلالة و تتوهم أنها تحتكر، الهدى و تسيطر على الحق دون غيرها، و هذا يحدث ردّ فعل عند الطائفة الأخرى، فيردّ الاتهام على الطائفة بنفس الأسلوب، و بأنها مبتدعة خارجة عن الدين، و هي على الهدى. و بهذا فقد اشتدّ الهياج، و كثرت الفتن، و انتشرت الفوضى، و هنا نرى لزوم الحديث عن الفوارق التي حلت بين المسلمين، و كيف أصبحت كلمة بدعة أو مبتدعة سلاحا يوجه للناس و هم في حالات أقرب بها إلى اللّه و مبادئ الإسلام من أولئك الذين يستخدمونها لتغطية ضعفهم و انهزامهم.

و كيف وجّهت إلى الجماعات التي تهدّد مناهج الجمود و الانغلاق ظلما، كما وجّهت توجيها سليما إلى الجماعات التي لا غبار على بعدها عن السنة و خروجها على ما جاء به صاحب الشريعة (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).

من هو المبتدع‌

؟ لقد حدثت أمور بسبب الاختلاف في تمييز البدعة و من هو المبتدع فخلطوا بين السقيم و الصحيح و سارت الأمور على غير المنهج العلمي، فكانت هناك أشياء هي مدعاة للأسف لأنها تعكس سلوك رجال لم يسلكوا مع خصومهم الطريق التجرّدي المعقول، بل التجئوا إلى استخدام القوة و كل ما يتعارض مع حرية الفكر التي ضمنها الإسلام، و جعلها إحدى مقومات المجتمع الإسلامي، و لنقف على بعض الأقوال في لزوم تجنب صاحب البدعة، و لنأخذ صورة عن تلك العصور المظلمة، و الوقوف على تلك المفارقات التي حدثت بالمجتمع.

يقول بعضهم: من جالس صاحب بدعة، نزعت منه العصمة و وكل إلى نفسه.

و عن يحيى بن كثير أنه قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق، فخذ طريقا آخر.

و عن الفضيل أنه قال: من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، و الماشي إليه معين على هدم الإسلام.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست