responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 54

فالمذاهب أصبحت تدّعي أن كلّا منها على حق، و غيرها على الضلالة.

و البدعة لغويا كل شي‌ء أحدث على غير مثال سابق، سواء كان محمودا أو مذموما. و البديع: محدث عجيب غير معروف، و هي تفيد معنى الأحداث و الاختراع. أما البدعة اصطلاحا فهي مدار اختلاف الفقهاء شرعا، و يميل أغلب العلماء إلى أنها إحداث في الشرع، و عند بعضهم قد يكون مذموما أو محمودا. و لكن روح العداء أخضعت اللفظين لأغراضها، فاتهمت كل طائفة الأخرى بالبدعة و الضلالة دون تمييز و هو انحراف عن واقع الحال، و بعد عن الحقيقة، و من هذا ما ذهب إليه ابن المقري الشافعي في تمثيله للمبتدع بالحنفي، و صاحب البزازية الحنفي يمثل المبتدع بالشافعي، و أمثال هؤلاء كثيرون بين المذاهب الأربعة [1].

كما و قد وضعت كتب تتضمن بيان الفرق الإسلامية و شرح عقائدها و تصف الكثير منها بالبدعة أو الضلالة أو الكفر أخيرا.

و تمرّ السنون، و تكثر الكتب من دون جدوى في تحديد هذين الاصطلاحين لنعرف ما هي البدعة التي يستوجب صاحبها النار، بسبب الضلال عن الهدى؟ كما ورد في الحديث: «كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار». فكيف نتعرف على البدعة و نجتنبها؟ و ما هي الضلالة التي توجب دخول النار؟ هل لها حدّ شرعي أو تعريف لغوي؟ و قد اختلفت المصاديق و تعدّدت الأقوال. و حديث الفرق أن النبي قال: «ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، اثنتان و سبعون في النار، و واحدة في الجنة» و بلفظ آخر «كل على الضلالة إلا السواد الأعظم» فلهذا الحديث شأن و قد تعرّضنا له سابقا و شكّكنا في صحة نسبته إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) على إجماله بدون بيان، و هذا ما يوجب إغراء الأمة بعضها ببعض، و تحامل الناس بعضهم على بعض، و سنعود للحديث عنه إن شاء اللّه.

و بقي تعريف البدعة هو ما اخترع على غير مثال سابق، فهي لغويا كما في لسان العرب: بدعه أنشأه كابتدعه. و بدع اللّه الخلق أحدثهم لا على مثال سابق. و بدع سمن، و بدع بداعة و بدوعا صار بديعا، و أبدع أبدا و الشاعر أتى بالبديع فهو مبدع، و منه البديع الخالق المخترع، و في المذهب أنها إيراد أقوال لم يستند فاعلها أو قائلها


[1] سر انحلال الأمة ص 189.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست