responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 51

و نحن نجد في أحداث هذه المشكلة من مظاهر الظلم و العنف ما تأباه النفوس، لكنها تصبح غير ملفتة إذا ما قورنت بأهوال السجون و مصائب التعذيب التي يلقاها آخرون، فدع عنك كيف استشهد الإمامان الرضا و الجواد على يد حكام يتظاهرون بالودّ، و خذ مثلا من عرف من العباسيين بعدائه لأهل البيت. و مع ذلك فلا يقرّ ما يجري في ظل الحكام من اعتداء على حرمة الرأي أو العلماء، بل نذكره للإدانة و نسطّره لتعرف الأجيال ما ارتكب الحكام. و من أحداث هذه الفترة التي تتصل بالقول بخلق القرآن أن شيخا من الشام جي‌ء به إلى الواثق، فلما دار النقاش اتفق الواثق مع رأي الشيخ في جواز الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لهم كما اتسع لرسول اللّه و أبي بكر و عمر و عثمان و علي، و أمر الواثق بقطع قيد الشيخ، فلما قطعوا القيد ضرب الشيخ بيده إلى القيد حتى يأخذه، فجاز به الحداد، و أخذه من الحداد قائلا: لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه أن يجعله بيني و بين كفني حتى أخاصم به هذا الظالم عند اللّه يوم القيامة و أقول: يا ربّ، سل عبدك هذا لم قيدني و روّع أهلي و ولدي و إخواني بلا حق أوجب ذلك عليّ؟

ثم جاءت فترة عهد المتوكل الذي استلم الحكم في سنة 232 ه فعاد النصب بأوضح صوره‌ [1] و تجدّد العداء لآل البيت بأقبح أشكاله، و ليس ذلك بردّ فعل لما سبق، و إنما ردود الفعل تمثلت في موقعه في مسلسل الحكام من بني العباس. يقول ابن كثير: و كان المتوكل محببا إلى رعيته؟ قائما في نصرة أهل السنة، و قد شبهه بعضهم بالصدّيق في قتله أهل الردّة لأنه نصر الحق و ردّه عليهم حتى رجعوا إلى الدين، و بعمر بن عبد العزيز حين ردّ مظالم بني أمية، و قد أظهر السنّة بعد البدعة، و أخمد أهل البدع و بدعتهم بعد انتشارها و اشتهارها.

و أكرم المتوكل أحمد بن حنبل، و كتب إلى نائبه ببغداد أن يبعثه إليه، و كان حتى وفاة أحمد يتفقده و يوفد إليه في أمور يشاوره فيها و يستشيره في أشياء تقع له‌ [2].

و بدأ الحنابلة مع السلطة منذ هذا التاريخ يسهمون في تعميق روح الخلاف، و نحن- و إن قلنا برد الفعل- إلا أن الأمر تجاوز ذلك لاستسهال أمر الاتهام بالكفر و الخروج‌


[1] انظر الجزء الأول من الإمام الصادق و المذاهب الأربعة.

[2] ابن كثير 10/ 340.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست