responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 50

المأمون للطالبيين أو العلويين، و عدم منعهم من الدخول عليه؛ حتى ثار عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ببلاد اليمن و دعا إلى الرضا من آل محمد. فأرسل إليه المأمون جيشا كثيفا تحت قيادة دينار بن عبد اللّه، و كتب معه أمانا لعبد الرحمن، فقبله و سار إلى المأمون، فمنع المأمون عند ذلك الطالبيين من الدخول عليه، و أمرهم بلبس السواد [1] و امتنع أكثرهم عن لبس السواد، فكان عقابهم السجن. فهذا عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب امتنع عن لبس السواد و حرّمه لما طولب به، فحبس بسر من رأى في أيام المعتصم حتى مات في الحبس‌ [2] كما استمر على رفض سلطة العباسيين جماعة من العلويين و لجئوا إلى الثورة. و يمكننا القول أن محاولات بني العباس بلونها هذا قد استطاعت أن تجعل الرقابة و القيود التي اعتاد عليها أئمة أهل البيت و المفروضة عليهم من قبل الحكام مناسبة لأصول اتجاهات الرأي و مدارس الكلام، لكنها في حقيقتها واحدة. فعلم أهل البيت و تعليمات الأئمة كانت منهلا و ينبوعا لهذه الاتجاهات، و كان المعتزلة على الأخص من أقرب الناس رأيا إلى فقه أهل البيت، و إن ضمّت صفوفهم رجالا أبعد ما يكونون عن الولاء، حيث تأثر معتزلة البصرة بما يحيط بهم، و تأثر معتزلة بغداد بغير ذلك، و بناء عليه فكيف يدّعي المأمون العلم و الانتصار للفكر، و يتبع سياسة السجن و اعتقال رجال أهل البيت الذين لا ينكر المعتزلة تأثرهم و اقتدائهم بهم؟ فأخذ بالتظاهر الذي يصعب معه الاطمئنان إلى زوال نوازع الكره و العداء لأهل البيت.

و كان المعتصم مقلدا و منفذا لسياسة المأمون بجوانبها المختلفة في الموقف من رجال الفكر و معاملة أهل البيت، ثم جاءت مرحلة الواثق التي تمثل المرحلة الوسطى التي تسبق عودة السياسة العباسية إلى عهدها على يد المتوكل. و مع أن رجل المعتزلة السلطاني أحمد بن أبي دؤاد قد تمكّن من إبقاء قضية خلق القرآن على واجهة الحكم، إلا أن الواثق لم يتعرّض إلى أحمد بسوء، و أرسل إليه و قال له: لا تساكنّي بأرض، فاختفى أحمد بقية حياة الواثق.


[1] ابن الأثير 4/ 156.

[2] المقاتل 385.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست