responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 497

مضمون الإمامة من حيث كون الإمام هو الهادي و المرشد إلى الطريق الحق، و هو القدوة لقوله تعالى: وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً و قوله عز و جل: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا و الإمامة التي تنطوي عليها الخلافة هي لدوام النبوة و بقاء الرسالة لقوله تعالى: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً و قوله سبحانه: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ‌ و الشيعة تقيّد الإمامة بالنص، و تجعلها في إطارها الشرعي و أصلها الديني، فهي من أركان الدين، و ليست من الفروع حتى يمكن أن يجتهد فيها، و تفوّض تفاصيلها و أحكامها إلى البشر، فيكون للأمويين الرأي في الإسراف في الظلم و اتخاذ مظاهر السلطان و العظمة، و يصبح للعباسيين الحق في قتل أولاد النبي محمد، و ارتكاب المحارم، و صرف أموال الرعية في غير وجوهها و حلّها. و قد أطلق الإمام الكاظم- كما علمنا- كلمته في شدة المواجهة مع السلطان و الملوكية التي تتلبس بالإسلام، فقال للرشيد قولته: «أنا إمام القلوب، و أنت إمام الجسوم» لأن مظاهر الخضوع و الموافقة التي تنسجم مع مظاهر الأبهة و السلطنة كانت من مقتضيات القهر و الغلب، و لقد جاء من سوّغ إظهار الحكم المتسلط بالسيف و القائم بالغلبة بمظهر الإمامة، و إقرار سلطانه مع الفجور، و ذلك من أبعد ما يكون عن الإسلام، و من أغرب ما اختاروه للإساءة إلى عقيدة الإمامة.

و إذا نظرنا إلى الملوك الفاطميين، وجدنا انسياقهم إلى مظاهر الملوكية بأوسع صورها. و قد كان المعزّ- صاحب المواكب و الركوبات التي تبعث على الدهشة و الانبهار- إذا ما اطلع المرء على ما كتب عن هذه المواكب و الركوبات التي يترك وصفها في النفس و الذهن صورا خيالية، و هي تجري على نظام و ترتيب و مراسيم و أعمال لم يكن مثلها في عصر أو قطر آخر [1]. و القصد أن مسلك حياتهم أقرب إلى الدنيا و السياسة، و أدنى إلى إمامة الجسوم و سلطة الزمان، و هم أوفق بها. أما الإمامة الكبرى فهي مقيدة بشروطها، و متعلقة بأهلها الذين أحاطهم ولاة الجور بأسوار من الرعب. و لكن نور الإمامة لا تحجبه زنزانات الحكام أو عساكرهم، و لم ينل الحكّام من تفاني الأئمة الأطهار من أهل البيت في الدعوة إلى التمسّك بالعقيدة و نشر الأحكام.

و الخلاصة، فإن الفاطميين قاموا بدور كبير و مشرّف في مجال رفعة شأن‌


[1] انظر تفاصيل وصف المواكب هذه في النجوم الزاهرة ج 4 ص 79- 101.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست