responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 493

كان هذا الإنكار لباطلهم و دعواهم شائعا بالحرمين، و في أول أمرهم بالغرب منتشرا انتشارا يمنع من أن يتدلّس على أحد كذبهم، أو يذهب و هم إلى تصديقهم، و إن هذا الناجم بمصر هو و سلفه كفّار و فساق فجار ملحدون زنادقة، معطلون، و للإسلام جاحدون، و لمذهب الثنوية و المجوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، و أباحوا الفروج، و أحلّوا الخمور، و سفكوا الدماء، و سبّوا الأنبياء، و لعنوا السلف، و ادعوا الربوبية).

و قد سقناه بكامل نصه و لفظه لإظهار ما كان عليه العباسيون من ضيق و قلق، فالتمسوا في الطعن، وكيل التهم متنفسا و مخرجا. و لهم من الأتباع ممن تمسحوا بالعلم و تزيوا بالفقه ما يحقق لهم أغراضهم و يترجم رغباتهم. و قد لجئوا إلى التزوير، فوضعوا خط الشريف الرضي في المقدمة [1].

و معلوم أن الشريف الرضي- بمكارمه و عظم منزلته و جلالة قدره في مجتمعه و أهل بيته- كان لا يرى في الملوك العباسيين من هو أهلا لها، و قد عرف القادر منه ذلك، و أصبح يخشى السيد الرضي لأنه يرى هوانا في مقامه في ظل حكّام كالقادر، فيفصح عن رأيه في حكم العباسيين، و يجهر بميوله إلى الفاطميين مبالغة في إظهار الخلاف للعباسيين، و يقول السيد الرضي:

ما مقامي على الهوان و عندي* * * مقول صارم و أنف حميّ‌

أحمل الضيم في بلاد الأعادي* * * و بمصر الخليفة العلوي‌

من أبوه أبي، و من جدّه جدّ* * * ي إذا ضامني البعيد القصي‌

و منها:

لف عرقي بعرقه سيدا الناس* * * جميعا محمد و عليّ‌

إن جوعي بذلك الربع شبع* * * و أوامي بذلك الطلّ ريّ‌

و لا يبعد أن يكون اعتراف الشريف الرضي بالحكام الفاطميين و التصريح برغبته في اللحاق بهم في نظر العباسيين بمستوى واحد من الأهمية مع اعتراف الولاة بالطاعة للفاطميين، و ذلك لعظيم مكانة الشريف الرضي و هيبته و تأثيره على الناس، لعلمه و شرفه و فضله، و أن يكون ذلك من أسباب لجوء العباسيين إلى كتابة محضر ديوانهم،


[1] انظر: المنتظم ج 7 ص 255 و البداية و النهاية ج 11 ص 346. و النجوم الزاهرة ج 4 ص 229.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست