نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 492
الغرب، الذي محا بعدله جور الظلمة، و قصم بقوته ظهر الغشمة، فعاد الأمر إلى نصابه و الحق إلى أربابه.
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) اصطفاه و اختاره لهداية الخلق، و إقامة الحق، فبلّغ الرسالة، و أدى الأمانة، و هدى من الضلالة، و الناس حينئذ عن الهدى غافلون، و عن سبيل الحق ضالون، فأنقذهم من عبادة الأوثان، و أمرهم بطاعة الرحمن، حتى قامت حجج اللّه و آياته، و تمّت بالتبليغ كلماته (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و على أول مستجيب إليه علي أمير المؤمنين و سيد الوصيين، أساس الفضل و الرحمة، و عماد العلم و الحكمة، و أصل الشجرة الكرام البررة، النابتة في الأرومة المقدسة المطهرة، و على خلفائه الأغصان البواسق من تلك الشجرة، و على ما خلص منها و زكا من الثمرة) [1].
و يذكر ابن الجوزي أن الحاكم كان يرسل الرسل إلى قرواش، و يكاتبه حتى استماله، فأقام الدعوة له بالموصل، و انحدر إلى الأنبار، و أظهر قرواش الخلاف، و أدخل يده في المعاملات السلطانية، و ورد على الخليفة من هذا ما أزعجه، فراسل عميد الجيوش، و كاتب بهاء الدولة البويهي.
و لقد كان هذا التهديد الفاطمي خطيرا، حمل العباسيين على اللجوء إلى كل الوسائل لدفعه عنهم و النيل من الحاكم و الفاطميين، و لجئوا إلى الطعن في نسب الفاطميين، و تحريك المشاعر الدينية ضدّهم، و الضرب على أوتار الزندقة و الإلحاد، و رمي الآخرين بالكفر و الفسوق، مما اعتاده علماء العوام و خدمة الملوك، فكتب في ديوان الخلافة محضرا بذلك أخذت فيه خطوط الأشراف و القضاة و الفقهاء (شهدوا جميعا أن الناجم بمصر و هو منصور بن نزار المتلقب بالحاكم حكم اللّه عليه بالبوار و الدمار و الخزي و النكال و الاستيصال ابن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد لا أسعده اللّه، فإنه لمّا صار إلى الغرب تسمى بعبيد اللّه و تلقب بالمهدي، و من تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس عليه و عليهم لعنة اللّه و لعنة اللاعنين أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، و لا يتعلّقون منه بسبب، و أنه منزّه عن باطلهم، و أن الذي ادّعوه من الانتساب إليه باطل و زور، و أنهم لا يعلمون أن أحدا من أهل بيوتات الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء، و قد
[1] المنتظم ج 7 ص 149. و النجوم الزاهرة ج 4 ص 225.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 492