responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 494

و من الروايات ما يفيد أن أبيات الشريف الرضي الشعرية كانت وراء أمر القادر بكتابة المحضر.

و مهما يكن من قول، فإن الشريف الرضي لم يكن بالرجل الذي ينصاع لإرادة الباطل و أوامر الجور، و يتخلى عمّا يليق بمنزلته من قول الحق.

و لم يحرّك محضر العباسيين مشاعره أو يثير غضبه، بل أهمله تماما.

و الخلاصة:

فإن الحاكم كانت تبدو عليه منذ حداثة سنّه مظاهر التفوّق و الذكاء و قوة الشخصية، و قسمات الإنسان المتميز عن الأشباه و الأقران، و كان صاحب اهتمامات ثقافية و فكرية مبكرة، لا في مجال الفلسفة و التشيّع و الفلك و التنجيم فقط- كما اشتهر عنه- بل و في مجال التذوّق الأدبي للشعر و النثر، و المشاركة في مجالسهما و مخالطة أعلامهما في ذلك الحين‌ [1].

و برز في عهده أسماء كان لها أثرها في انتشار الإسماعيلية كأحمد حميد الدين الكرماني، و القاضي عبد العزيز بن محمد بن النعمان، و الحسن بن الحسن بن الهيثم و غيرهم من الدعاة و رجال الفكر الإسماعيلي.

أي أن الحركة العلمية التي بدأها المعزّ الفاطمي مع بنائه القاهرة لم تهدأ، و بقيت على و تائرها المتعددة، منها ما يتعلق بالفكر الإسماعيلي، و منها ما يتصل بالحياة الفكرية و الأدبية المختلفة، و التي تدين للمعزّ الفاطمي بأعماله و عنايته، كما تدين العلوم الإسلامية لعمله الأزهر بالفضل. و لا جدال في أن عصر المعزّ لدين اللّه من أزهى العصور، و كيفما اتجهت إليه النظرة، فإن عصره يمتاز بأمارات التقدم و الترقي و الحضارة.

و يحتل في العقيدة الإسماعيلية موقعا متميزا بين أئمتهم، فقد عدّ بعد إمامهم محمد بن إسماعيل مجددا للشريعة، عند ما أمر القاضي النعمان بن محمد بتجديد الشريعة و رفع مبانيها و إظهار ظواهرها و معانيها، فألّفها في مائتي كتاب تزيد على عشرين، و زاد على ذلك عدة كتب، جاء فيها من ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام‌ [2].


[1] عند ما أصبحت مصر عربية نقلا عن: الحاكم بأمر اللّه لمحمد عبد اللّه عنان.

[2] كتاب الذخيرة في الحقيقة، الفصل الحادي و العشرون.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست