responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 491

لقد كان الحاكم يدور في الأسواق على حماره، يبحث عن الذين يغشّون الناس، و يتولى عمل الحسبة بنفسه.

فإذا انتهت هذه الأعمال تاريخيا إلى الذين أسهموا في إشاعة بدع الضلال، و استسهلوا إطلاق كلمة الفساد و الرداءة على الآخرين، و قيّد مداركهم التعصّب، و شوّه علمهم الهوى، قالوا بما يضحك، و كتبوا زورا، و لكنهم مرغمون على ذكر الحقيقة كقولهم: (فمن وجده قد غشّ في معيشة، أمر عبدا أسود معه يقال له مسعود أن يفعل به الفاحشة العظمى، و هذا أمر منكر ملعون لم يسبق إليه، و كان قد منع النساء من الخروج من منازلهنّ، و قطع شجر الأعناب حتى لا يتّخذ الناس منها خمرا، و منعهم من طبخ الملوخية و أشياء من الرعونات التي من أحسنها منع النساء من الخروج و كراهة الخمر ...) [1].

ثم تسهم الإقليمية في الحملة على الحاكم بأمر اللّه الذي استطاع أن يقيم حكما قويا، أن ينشغل به ملوك الأقطار الإسلامية الأخرى الذين ضعفت قبضتهم و وهنت قواهم، و هم بأبراد الخلافة و أزياء الإسلام التي تكفل لهم الخضوع و الاستسلام.

يقول محمد عمارة: (و نحن نرى أن شخصية الحاكم بأمر اللّه شخصية تاريخية قد أصابها الكثير من الظلم و التعسّف في التفسير و التحليل من قبل الكثير من المؤرخين و الباحثين. بل و نرى أن هذا الظلم قد انسحبت أذياله على القاهرة و مصر، فبدت في ثوب من السخرية و الاضطراب، و جو من الإجراءات التي لا رابط لها و لا منطق وراءها خلال فترة حكم هذا الخليفة التي امتدت ربع قرن من الزمان) [2].

و لقد بلغ من قوة الحاكم و قدرته على السلطان و الملك، أن ينفذ إلى بني العباس في إقليم سلطانهم و موضع ملكهم، فخطب أبو المنبع قرواش بن المقلد الملقب بمعتمد الدولة للحاكم سنة 401 ه فجمع معتمد الدولة أهل الموصل، و أظهر طاعة الحاكم، و أحضر الخطيب يوم الجمعة، و أعطاه نسخة ما يخطب نقتطف منها:

(اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلا اللّه، و اللّه أكبر و للّه الحمد، الحمد للّه الذي انجلت بنوره غمرات الغضب، و انهدّت بقدرته أركان النصب، و أطلع بقدرته شمس الحق من‌


[1] ابن كثير ج 12 ص 9.

[2] عند ما أصبحت مصر عربية، محمد عمارة ص 96.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست