نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 483
و العشرين (الطيب) ابن الآمر المستعلي قد استتر، و بدأ سلسلة الدعاة المطلقين، و قد ظهر منهم ثلاثة و عشرون في اليمن، ثم ثلاثة و عشرون في الهند. و يعتقدون أن الأيوبيين لم يتسلموا الحكم من الورثة الحقيقيين، بل من الخلفاء المزيّفين، لأن الحافظ و أولاده يعدّون غاصبين [1].
و على أي حال فإن أهم شخصية برزت في التاريخ الإسلامي للطائفة الإسماعيلية هي شخصية الحاكم بأمر اللّه، و دارت حول تلك الشخصية أقوال و أساطير، فلنقتصر على ذكره منهم.
الحاكم بأمر اللّه:
هو المنصور بن نزار العزيز باللّه، ولد بالقاهرة ليلة الخميس 23 من شهر ربيع الأول 335 ه 985 م. كنيته أبو علي، و لقبه الحاكم بأمر اللّه، و هو أول خليفة من الفاطميين، ولد في القاهرة.
ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 386 ه في شهر رمضان، و كان له من العمر إحدى عشرة سنة و نصف.
و قام بالوصاية عليه برجوان الصقليّ، و كان يطمع بالاستئثار بالسلطة، و شعر الحاكم بخطر برجوان و ما يقصده، فعمل على التخلّص منه، فاحتال على قتله سنة 350 ه و بذلك استعاد الحاكم سلطته، و قلّد الحسين بن جوهر أمور الدولة، و لقّبه بقائد القواد.
و اتصف الحاكم بصفات النبل و الشهامة و الأخلاق الفاضلة، و مثّلوه بعمر بن عبد العزيز بعدله.
و كانت تقوى الحاكم البالغة قد جعلت أتباعه يبالغون في تقديرهم لشخصيته، فظهرت أقوال كثيرة بين أتباع المذهب الإسماعيلي تبيّن أن الحاكم ليس بإمام مثل الأئمة، و إنما بشّرت به الأنبياء، و أشير إليه بالرمز في التوراة على أنه الزاهد الراكب الحمار ليأتي بهذه الأعمال الباهرة [2].