responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 482

و حدث في السنة التالية لوفاة الآمر فترة من أهم فترات التاريخ الفاطمي، و دامت لمدة سنة. فقد ولي الحافظ- و هو ابن عم الآمر- غداة وفاة الآمر كولي للعهد و كفيل لطفل منتظر، ثم ثار به أبو علي أحمد بن الأفضل شاهنشاه، و خلعه في اليوم التالي و سجنه و استقل هو بالحكم.

و هذا الذي فعله الوزير أحمد يعدّ انقلابا سياسيا تام الأركان، و أوشك بفعلته هذه أن يقضي نهائيا على الدولة الفاطمية، فقد كان أبو علي الحامي المذهب، و لهذا فقد عمل على إلغاء كثير من الشعائر الإسماعيلية. و يروي صاحب النجوم الزاهرة بأنه أظهر التمسّك بالإمام المنتظر في آخر الزمان، فجعل الدعاء في الخطبة له، و يغلط بشكل شنيع في مذهبه لأن ابن تغري يروي على المنقول و الموروث من أن الشيعة هم كل من حمل الاسم، فلذلك لا يرى في انقلاب الوزير و مخالفته إلا مضادة تامة و مخالفة كاملة تضع الوزير في الصف المعادي.

و كاد أبو علي أحمد أن يقضي على الدولة الفاطمية، و أن يقيم في مصر دولة جديدة، لكن أمراء الإسماعيلية و قوّادهم ثاروا عليه، و تمكنوا من قتله و إعادة الحافظ.

و لهذا اعتبر الإسماعيلية اليوم الذي أطلق فيه سراح الحافظ و إعادته إلى الحكم عيدا من أعيادهم الهامة و أسموه (عيد النصر) [1] و ظلوا يحتفلون به إلى آخر أيام دولتهم لأنهم اعتبروه نصرا للمذهب الإسماعيلي و للدولة الفاطمية و إحياء لهما بعد أن حاول الوزير أحمد تغييرهما.

و قد أنجبت زوجة الآمر بعد وفاته ولدا آخر غير الطيب، و لكنها أخفته في القرافة خوفا عليه من الحافظ الطامع في الخلافة.

و لمّا عاد الحافظ للحكم، ظل دائب البحث عن الطفل المختفي، إلى أن عثر عليه، و تخلص منه، و أعلن نفسه خليفة [2].

و (البوهرة) اليوم هم الإسماعيلية المستعلية، يعتقدون أن إمامهم الحادي‌


[1] يقول المقريزي في الخطط: عيد النصر هو السادس عشر من المحرم، عمله الخليفة الحافظ لدين اللّه لأنه اليوم الذي ظهر فيه من محبسه، و يفعل فيه ما يفعل في الأعياد الأخرى من الخطبة و الصلاة و الزينة و التوسعة في النفقة ج 1 ص 490.

[2] مجموعة الوثائق الفاطمية/ 24.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست