نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 481
و كان الأفضل هو الذي بادر بإخراج أبي القاسم و مبايعته و نعته بالمستعلي و قال: بأن النص و الوصية للابن الأصغر، و بادر و خرج من وقته و أخذ معه أخاه عبد اللّه، و توجهوا إلى الاسكندرية، و لا نخوض في تفاصيل النزاع لأن ذلك ليس مقصدنا، و قد انتهى النزاع بهزيمة نزار، و انقسام الإسماعيلية منذ ذلك الحين إلى:
1- الإسماعيلية النزارية.
2- الإسماعيلية المستعلية.
و لاقت الدولة الفاطمية بعد هذا الانقسام الأمرين من معارضة النزارية و مقاومتهم [1].
و حدث انقسام آخر بعد وفاة الآمر، فقد خولفت أصول المذهب، و ولي الخلافة ابن عم الآمر، و حدث ذلك لأول مرة، و ليس لذلك من سبب، لأن الآمر قد ولد له قبيل وفاته ابن اسمه الطيب، فأخذت له البيعة بولاية العهد، و لكن الحافظ قد استقرت له الأمور بعد أن ضعفت قوته لما أبداه وزيره أحمد بن الأفضل من رغبته في الاستقلال و الدعوة إلى نفسه.
و الغرض أن الحافظ في ولايته الخلافة، و ظهور مخالفة أصول المذهب كان يمثل جماعة تخالف أغلبية الفاطميين الذين يرعون الحكم، فقد كان الحافظ محبوسا في حياة الآمر. و أدى ذلك إلى انقسام جديد كان من عوامل إضعاف الدولة.
و أصبحت الإسماعيلية منقسمة إلى:
1- إسماعيلية حافظية.
2- إسماعيلية طيبية.
و تعرّضت الدولة إلى خلافات و منافسات في عهد الحافظ بسبب الولاية على العهد، فقد عهد الحافظ أولا لابنه الأكبر سليمان، و لكنه مات بعد قليل، فعهد لابنه الثاني حيدرة، مما آثار حقد ابنه الثالث و اسمه حسن، فقام بثورة عنيفة انقسم بسببها الجيش الفاطمي إلى فريقين يحارب كل منهما الآخر، مما أدى إلى إضعاف الجيش في مجموعه [2].
[1] مجموعة الوثائق الفاطمية، جمال الدين الشيّال/ 21.