responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 476

و التي تحتاج إلى بيان يفضي بنا إلى الإطالة و الخروج عن القصد، و قد أغفلنا الكثير من جوانب الموضوع خشية ذلك. و لم نذكر إلا ما كان إغفاله يخلّ بالغرض.

لقد شقّت الدعوة الإسماعيلية طريقها في المجتمع الإسلامي لعوامل متعددة و لجهازها السري و الدعائي، فتضافرت المواهب التي تنتمي إلى مختلف الجماعات و الأفكار على دراسة الظروف الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و اشترط على الداعي أن يكون ملمّا بذلك، ليسهل عليه الدخول بين طبقات المجتمع الذي يوجّه إليه. فهو مزوّد بمعلومات عن اختلاف الناس في الدين و المذهب و العقلية، و يخاطب في دعوته كل جماعة بما يروقها ليجذبها إلى صفوف الحركة، مع التأكيد على التكتّم و التخفّي و السرّية، و كان أتباع كل مرتبة منهم لا يعرفون أسرار المرتبة الأخرى. أما التقوى فهي أن يلزم الداعي الخير و يعمل به و يتجنّب الشرّ و يحذره‌ [1].

و حقيقة الحركة أنها أممية، لم تكن حركة قومية عنصرية، كما أنها لا ترتبط مع الشيعة الإمامية إلا بالتسميات الشكلية، فكل مبدأ لدى الإمامية يتحول لديهم بما ينسجم مع معتقداتهم. و الحركة الإسماعيلية استغلّت تذمّر الناس مما ارتكبه حكام تلك العهود من جرائم و من سوء السيرة و الاستبداد، و لم تظهر أمام انحراف الحكام و ظلمهم دعوة تردعهم، أو حركة تثور بهم إلا من قبل شيعة أهل البيت و بزعامتهم، فالإسماعيلية تنخرط في إعلان المعارضة و توجيه السخط الاجتماعي و الديني في البلاد الإسلامية و المطالبة بحق العلويين الشرعي في الحكم مع الاحتفاظ بالأهداف السرّية، و التنظيمات الخفية التي تخلو منها ثورات العلويين، و التي تتميز بوضوح أهدافها و اشتهار رجالها بالعلم و الدين و الدعاية الجلية.

و كان نهج الشيعة الإمامية الزاهر و سبيلها الراشد ينأيان عن الطرق الباطنية و أساليبها السرّية و وسائلها العنيفة، فكانت عقائد الإمامية تحكم تصرفات من آمن بها و التزم، و لم يتردّد علماء الإمامية في شجب و إدانة ما يتجافى مع روح الإسلام و يخشى نور عقيدته و وضوح أهدافه، و ينزوي في السرّية و الباطن، و قاموا بدورهم الديني فشملهم الباطنية بأعمال القتل، فراح الكثير منهم ضحايا و شهداء.

و كان التشيّع قد انتشر في بلاد المغرب على يد الإمام إدريس بن عبد اللّه بن‌


[1] القاضي أبو حنيفة النعمان المغربي: الهمة في إتباع آداب الأئمة ص 55.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست