responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 477

الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي فرّ من أيدي العباسيين بعد موقعة فخ في عهد الخليفة الهادي سنة 169 ه. و أقام الأدارسة في المغرب الأقصى دولة شيعية سنة 172 ه التفّ حولها البربر، و من ثم أصبحت بلاد المغرب أرضا صالحة للدعوة الإسماعيلية، و كان ذلك مما سهّل على كل من الداعيين: أبي سفيان و الحلواني عملهما، فلما ذهب أبو عبد اللّه الشيعي إلى المغرب في أوائل سنة 180 ه وجد الأمور ممهدة له، كما وجد التشيّع قد دخل في عقول البربر، و اعتنقه كثير من وزراء الأغالبة [1]. و كان من الحنكة السياسية بحيث استطاع أن يفهم الزعماء المحليين أن الخلاف بينهم هو السبب في ضعفهم، و أن الاتحاد تحت لواء التشيّع سيكون لهم القوة، فمهّد الداعي لمجي‌ء مولاه المهدي عبيد اللّه بانتصارات و مكاسب، فدفع قبيلة كتامة إلى مهاجمة دولة الأغالبة و مهاجمة دولة الرستميني في تاهرت بعد ذلك، و هكذا قامت دولة إسلامية شيعية جديدة، و دخل المهدي القيروان فاتحا [2].

لقد اجتذبت الدعوة الإسماعيلية إلى صفوفها جماعة من المفكرين، كما نسبوا إليهم جمعية إخوان الصفا. لأن حركة الإسماعيلية قامت على أسس سياسية ثورية عنيفة و متطرفة مازجت الأفكار و العقائد الفلسفية التي حددت المنحى و صاغت النظرة التي يتّصفون بها، و لذلك كان يطلق على كل متفلسف بأنه إسماعيلي و لو في فترة محدودة اشتهر بها وضع الإسماعيلية و أخبار حركتهم الخيالية التي تجمع بين الأفكار الفلسفية و بين الأعمال الانتحارية التي تقرب من الأساطير، و الأساليب التي تعتمد على المنحى الخيالي و الدعائي الذي لا يهتم بنوعية الأسلوب.

و اقترب الإسماعيلية من الطريقة الشيعية في تبنّي ظلامات الناس و الدفاع عن المحرومين و البائسين، و ارتبطوا بالحركة الشيعية بمفهومها العام، فيما كان قادتهم يختارون الأشخاص للإيغال به في عالمهم الخفي. كذلك ارتبط الإسماعيلية بالشيعة من خلال الشعار الذي يقضّ مضاجع الجبابرة بالنّصفة لآل محمد و الرضا منهم و الانتقام لهم، و لكن كان الأمر بمفهومهم الخاص لا بالمفهوم الشيعي الواضح و الصريح الذي تهفو له الأفئدة و تندفع في ظله النفوس إلى الموت و الشهادة إرضاء للّه‌


[1] مصر في عصر الدولة الفاطمية: محمد جمال الدين السرور.

[2] الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي لآلفريد بل ص 158.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست