responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 475

و قد بيّن الأئمة- أنفسهم- منازلهم الدينية و مراتبهم، و وضحوا معالم الإمامة و صفات صاحب الأمر الشرعي، و لم يدع أحد منهم صفة إلهية.

و لا ننكر أن الحركة الإسماعيلية قد اتسمت بأساليب تنظيمية و بهياكل سرية و مناهج دعائية تدل على إدراك عميق لنفسيات شعوب الشرق الأدنى، و على فهم دقيق لمصادر التذمّر، و لا يبعد عن الواقع من يقول أن للإسماعيلية سحرا خاصا و جاذبية قوية كانت تهفو بنفوس فريق من الناس و تستميلهم، و تستأثر بأهوائهم، و تبلغ منهم مبلغا يدفعهم إلى المخاطرة و المجازفة و الإتيان بغرائب الأعمال، و قبول الطاعة العمياء و الاستسلام المطلق، و أن في الكتمان و السرية و الخفاء و الغموض ما يستهوي الخيال و يرغب النفوس و يطلق الأوهام و الأحلام، و كلما كان السرّ أدق و أخفى، أو كان اللغز أعوص و أغمض كان سحر الخفاء أشدّ جاذبية و أقوى إطلاقا للخيال. و ما زال الإنسان منذ أقدم العصور مولعا بالغرائب و العجائب، محبّا لاستطلاع الأسرار و كشف المخبآت و استجلاء الغوامض المحجوبة و الأسرار المنيعة [1]. و جميع ذلك من مقتضيات الأفكار الفلسفية و العقائد الغامضة التي عبّرت عن نفسها بالحركة، و ليست من التقية في شي‌ء. فما أوضح الاختلاف، و ما أجلى الفرق بين الاثنين؟

و يصرّح الكتّاب الإسماعيليون بأن حركتهم كان لها القدح المعلّى في مضمار التنظيمات من حيث الدقة، و إنهم برعوا براعة لا توصف في تنظيم أجهزة الدعاية على قلة الوسائل في ذلك العصر، و استطاعوا أن يشرفوا بسرعة فائقة على أقاصي بقاع المسلمين، و يتنسّمون أخبار إقناعهم. فقد كان الإمام الإسماعيلي- و الذي يعتبر رئيسا للدعوة- يعتبر الدعاة عصبا مهما للدعوة، فينتخب الدعاة من ذوي المواهب. و وفقت الحركة الإسماعيلية بين جهاز الدعاية الذي نظمته و بين نظام الفلك و دورته، فجعلوا العالم- الذي كان معروفا في عصرهم- مثل السنة الزمنية. فالسنة مقسمة إلى اثني عشر شهرا، فقسموا العالم إلى اثني عشر قسما، و سمّوا كل قسم جزيرة، و جعلوا على كل جزيرة داعيا، و قالوا: إن الدعوة لا تستقيم إلا باثني عشر داعيا يتولّون إدارتها، يقابلهم في عالم الفلك الواحد اثنا عشر برجا، يطابقها في جسد الإنسان اثنا عشر نقيبا، يقابلها في عالم الحجب اثنا عشر حجابا. و هكذا إلى بقية تنظيماتهم،


[1] القرامطة ص 78.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست