responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 431

سيدهم. و روي أن أبا حنيفة قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبد اللّه الصادق (عليه السلام) فسلّمت عليه و خرجت من عنده، فرأيت ابنه موسى في دهليز داره قاعدا في مكتب- و هو صغير السن- فقلت له: أين يحدث الغريب عندكم إذا أراد ذلك؟ فنظر إلي ثم قال: «تجنّب شطوط الأنهار، و مسقط الثمار، و في‌ء النزال، و أفنية الدور، و الطرق النافذة و المساجد، و يرفع و يضع بعد ذلك حيث شاء». فلما سمعت هذا القول نبل في عيني و عظم في قلبي، فقلت له: فممن المعصية؟ فنظر إليّ ثم قال: «أجلس حتى أخبرك» فجلست فقال: «إن المعصية لا بد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعا، فإن كانت من اللّه عزّ و جلّ فهو أعدل و أنصف من أن يظلم عبده بما لم يفعله، و إن كانت منهما فهو شريكه و القوي أولى بإنصاف عبده الضعيف. و إن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر و إليه توجه النهي و له حق الثواب و العقاب، و لذلك وجبت الجنة و النار» قال: فلما سمعت ذلك قلت: ذرية بعضها من بعض و اللّه سميع عليم‌ [1].

فقد كشف الإمام موسى الكاظم- على صغر سنّه- عن المسألة التي استعصى فهمها على الناس، و كانت مثار جدل و سببا في العداوات و القتل و الطعون، حتى شملت أبا حنيفة نفسه.

لقد كان المجتمع ينظر إلى الإمام موسى نظرة إكبار و تقدير، و لما آلت إليه الإمامة و تسلّم زعامة البيت العلوي، صادف على الحكم بعد المنصور حكاما كالمهدي و الرشيد ترتعد فرائصهم خوفا و رعبا من البيت العلوي، إذ مضى زمن المنصور الداهية الذي استطاع أن يواجه البيت العلوي، و يلجأ إلى كل السبل و الوسائل للوقوف بوجه الإمامة و المنزلة الروحية، و يستخدم الوحشية و القتل ليقضي على ثوراتهم و حركاتهم.

فكان البيت العلوي شغل الدولة الشاغل و هاجسهم الدائم، يقضّ مضاجعهم، و يكدّر أوقات سكرهم و ملذاتهم و تبذّلهم في الملاهي و الشهوات.

و من المتسالم عليه، أن الملوك الذين عاصرهم الإمام الكاظم (عليه السلام) كانوا قد شدّدوا الرقابة عليه و اتهموه بأنه مصدر حركات الثوار و محل تجمع الفئات التي لا تعترف بشرعية الدولة، و كذلك الذين ينقمون على الحكام سوء تصرفهم فإنهم يجدون‌


[1] روضة الواعظين ج 1 ص 39- 40.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست