نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 432
في الإمام موسى الكاظم شخصية الخليفة العادل و الحاكم الذي تحتاج الأمة رعايته و قيادته.
فكان محل تخوّف الحكام. فهم يحذرونه أشدّ الحذر، فهو أكبر العلويين و أعلمهم، و الشيعة تغدو و تروح إليه، و هم يقصدونه من سائر البلاد الإسلامية، و لا يملك بنو العباس أنفسهم تجاه هذه المكانة. فيروي المأمون عن أبيه هارون أنه قال لبنيه في حق الإمام الكاظم: أنا إمام الجماعة في الظاهر و الغلبة و القهر، و إنه- أي الكاظم (عليه السلام)- و اللّه لأحق بمقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) منّي و من الخلق جميعا، و و اللّه لو نازعني هذا الأمر لأخذت بالذي فيه عيناه فإن الملك عقيم [1].
و سنطلع على نبذ أخرى من سيرته الزكية.
ولادته
: ولد الإمام موسى بن جعفر سنة 128- 129 ه يوم الأحد سابع صفر بالأبواء- قرية بين مكة و المدينة- عند رجوع أبيه و أمه من الحج في تلك السنة، فبشّر الإمام الصادق أصحابه الذين كانوا معه في ذلك الموضع و أخبر خواصّ أصحابه بأنه الإمام من بعده، ثم أجرى جميع المراسيم الشرعية لمولده الجديد، فأذّن في أذنه اليمنى، و أقام في أذنه اليسرى، و أولم بعد ولادته، فأطعم الناس ثلاثا.
و عند ما دخل المدينة المنورة، أقبلت الوفود إليه يهنئونه بمولوده و يشاركونه أفراحه، و كان (عليه السلام) يظهر لهم فرحه بهذا المولود، و يشيد به و أنه الخلف الصالح و الإمام من بعده. و نشأ (صلوات اللّه عليه) تحت رعاية أبيه نشأة صالحة، و اتصف بخصال الكمال، و لقّب بالعبد الصالح، و ينعت بالكاظم، و يكنى بأبي إبراهيم و بأبي الحسن.
و أمه أم ولد اسمها حميدة الأندلسية أو البربرية، و مدحها الإمام الصادق (عليه السلام) بأنها مصفّاة من الدنس كسبيكة الذهب. و مات أبوه الصادق و له من العمر تسع عشر سنة.
و حصل بعد موت الإمام الصادق (عليه السلام) خلاف بين أتباعه، فمنهم من قال