نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 417
أوصى بموالاتهم صاحب الرسالة، فهو على الاعتقاد الذي أجمعوا عليه، غير أنه يرى حب آل محمد فيقول:
إذا نحن فضّلنا عليّا فإننا* * * روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
و فضل أبي بكر إذا ما ذكرته* * * رميت بنصب عند ذكري للفضل
فلا زلت ذا رفض و نصب كلاهما* * * بحبيهما حتى أوسّد في الرمل
و منها:
شهدت بأن اللّه لا ربّ غيره* * * و أشهد أن البعث حق و أخلص
و أن عرى الآيات قول مبيّن* * * و فعل زكيّ قد يزيد و ينقص
و أن أبا بكر خليفة ربه* * * و كان أبو حفص على الخير يحرص
و أشهد ربي أن عثمان فاضل* * * و أن عليا فضله متخصّص
أئمة حق يهتدى بهداهم* * * لحى اللّه من إياهم يتنقّص
و أشعار الشافعي كثيرة في مدح آل البيت عليهم أفضل الصلاة و السّلام، و لكن ذلك لا يجعله في عداد الشيعة، و مع كونه قد أخذ كثيرا من الأحكام عنهم، و ضعّف بسبب ذلك، لأننا لم نجد صلة حقيقية بينه و بين الشيعة و لا اتصالا مع الأئمة في عصره. و قد عقدنا له بحثا في الجزء الثالث، و أدخلناه في قفص الاتهام، و بعد الحوار و المناقشة أخرجناه ببراءة من تهمة التشيّع.
و يقتضي ذلك أن نقول: إن البعض يقع في خطأ، و منهم الكتّاب و المؤرخون أو عامة الناس، فيذكرون أن الشيعة يأخذون بقول الشافعي، و يذكرون في كتبهم أقواله فيقولون: قال محمد بن إدريس، أو أن المذهب الشيعي يلتقي بالمذهب الشافعي في كثير من الموارد دون غيره من مذاهب السنة. و هو خطأ أوضحناه في مكانه، و قلنا إنه ناشئ من عدم التحقيق، و لأن الشيعة يذكرون أقوال محمد بن إدريس الحلي- عالم الشيعة في عصره و مؤلف كتاب السرائر- فيقولون: قال محمد بن إدريس، أو قال ابن إدريس. فيظنّون أن المقصود هو محمد بن إدريس الشافعي.
و لكن الشافعية زعموا أن الشيعة قالوا إن الشافعي منهم [1] و أنهم احتجوا بهذه