نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 418
الأشعار. و لا نستغرب ذلك، لأن الخشية من تهمة التشيّع شملت أصحاب الشافعي و تلامذته بينما كان آخرون بخلاف ذلك فقد روي أن المزني قال: قلت للشافعي: أنت توالي أهل البيت، فلو عملت في هذا الباب أبياتا فقال:
و ما زال كتمانيك حتى كأنني* * * بردّ جواب السائلين لأعجم
و أكتم ودّي في صفاء مودّتي* * * لتسلم من قول الوشاة فأسلم
و اتهمه يحيى بن معين بالتشيّع و قال: طالعت كتابه السير، فوجدته لم يذكر إلا علي بن أبي طالب. و قوله: نظرت في قتال أهل البغي، فرأيته قد احتج من أوله إلى آخره بعلي بن أبي طالب. و كان يأخذ بحديث الإمام الصادق و خاصة بأحكام الصلاة [1].
و قد أكثر الشافعي من الرواية عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق المدني أحد تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) روى أحاديث أهل البيت و له مؤلف مبوّب في الحلال و الحرام على مذهب أهل البيت، و هو أستاذ الواقدي و كتب الواقدي مأخوذة عنه. و كان الشافعي يقول: لأن يخرّ إبراهيم أحبّ إليه من أن يكذب.
و لأن الشافعي أكثر في الرواية عن إبراهيم و هو (متهم بالتشيع) كان الشافعي يذكر اسمه مرة و يورّي عنه أخرى و يقول: حدثني الثقة، حدثني من لا اتهمه. إذا فالشافعي يأخذ من رجال الشيعة، و ينهل من مصادرهم، و يستقي من منابعهم، و لكنهم لا يدّعون أنه منهم.
لقد كانت مصر هي المكان الذي صدر عنه المذهب الشافعي، و منه انتشر في الأقطار، و ذلك بفضل جهود تلامذته المخلصين الذين شغلوا الناس عن دراسة المذهب المالكي و المذهب الحنفي، و كانا قد انتشرا هناك.
قال السبكي في الطبقات عن مصر و الشام بالنسبة للمذهب الشافعي:
هذان الإقليمان مركز ملك الشافعية، منذ ظهر المذهب الشافعي، اليد العالية لأصحابه في هذه البلاد. لا يكون القضاء و الخطابة في غيرهم، أما الشام فقد كان