responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 414

الشافعي أنه عاش بين القبائل في البداية ليأخذ المعاني و الألفاظ الفصحى، و قد ظهر ذلك مع مفرداته و أقواله و تحصيله موهبة الشعر، و قد كان غرض إقامته بين القبائل أن يستعين باللغة على الفقه‌ [1].

و منهم من يقول أن الأصمعي صحّح أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس الشافعي، و منهم من يروي قول الأصمعي دون ذكر عبارة: يقال له و ما بعدها، و إنما قال الأصمعي: صححت أشعار هذيل على فتى من قريش.

و مهما يكن من قول فإن الشافعي حفظ أشعار العرب و شعر هذيل. يقول ياقوت: و حكي لنا عن مصعب الزبيري قال: كان أبي و الشافعي يتناشدان، فأتى الشافعي على شعر هذيل حفظا و قال: لا تعلم بهذا أحدا من أهل الحديث، فإنهم لا يحتملون هذا [2].

فهو يخشى مجتمعه. و لقد التمس وسيلة تساعده في اتجاهه للفقه و سعيه إلى العلم، فأخضع موهبته الشعرية لهذه الضوابط فقال:

و لو لا الشعر بالعلماء يزري* * * لكنت اليوم أشعر من لبيد

فهو يرى أن منزلة العالم أسمى من كل منزلة، و قد ترك الشعر مع تمكنه من أدواته و قدرته على نظمه، و قد ظهر قبل سنوات قليلة ديوان شعر للشافعي جمعه:

محمد عفيف الزعبي في أقل من خمسين ورقة طبع في سنة 1391 ه.

إلا أن الشافعي يقول الشعر بعاطفة خالصة، كشعره في حب آل البيت الذي كان سببا في اتهامه بالتشيّع، و ينظم الشعر في تجاربه مع الحياة و الناس كما مرّ بعض ذلك.

قال الربيع بن سليمان: حججت مع محمد بن إدريس الشافعي إلى مكة، فما كان يصعد شرفا و لا يهبط واديا إلا أنشأ يقول:

يا راكبا قف بالمحصّب من منى* * * و اهتف بساكن خيفها و الناهض‌


[1] مناقب الرازي ص 89.

[2] معجم الأدباء ج 17 ص 299.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست