نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 413
المرسلة غير المستندة إلى شواهد الشرع، و أبو حنيفة قصر نظره على الجزئيات و الفروع و التفاصيل من غير مراعاة القواعد و الأصول.
ثم يتعقب ذلك الجويني- كشافعي- فيقول: و الشافعي (رض) جمع بين القواعد و الفروع، فكان مذهبه أقصد المذاهب، و مطلبه أسدّ المطالب.
و تدلنا الحوادث بوضوح أنه لقي أذى كثيرا في إظهار مخالفته لمالك و ردّه عليه، كما أنه لم يلق في مصر الإقبال الذي كان يرجوه و يأمله رجل مثله، فقد جفاه الناس و لم يجلس إليه أحد، فقال له بعض من قدم معه: لو قلت شيئا يجتمع إليك الناس.
فقال: إليك عني و أنشأ:
أ أنثر درّا بين سارحة النعم* * * و أنظم منثورا لراعية الغنم
و كان يظهر التذمّر و التألّم، و يدلنا على ذلك قوله:
و أنزلني طول النوى دار غربة* * * إذا شئت لاقيت امرأ لا أشاكله
أجامعه حتى تقال سجيّة* * * و لو كان ذا عقل لكنت أعاقله [2]
و قال الكندي: لما دخل الشافعي مصر كان ابن المنكدر يصيح خلفه: يا كذا .... دخلت هذه البلدة و أمرنا واحد و رأينا واحد؛ ففرّقت بيننا و ألقيت بيننا الشرّ، فرّق اللّه بين روحك و جسمك [3].
أدبه و شعره
: كان الشافعي على درجة عالية من المعرفة في اللغة العربية، و اطلاع كبير على معانيها و علومها، و كان أحمد بن حنبل يقول: الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة و أيّام الناس و المعاني و الفقه. و نسب إليه أنه قال: (أقمت في بطون العرب عشرين سنة، آخذ أشعارها و لغاتها) و ذلك لإظهار طول المدة التي استغرقها كدليل على تمكنه من اللغة و معرفته بها، و هي فترة تترك ثغرة في مسار حياة الشافعي كما رأيناها، فليست إلا من عواطف الأتباع، و إنما الحقيقة التي تكفي لإظهار ما عليه