responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 408

و التلاميذ أن يبعدوا اسم رئيسهم عن مجالات النقاش و الجدل، و لا نريد أن نخوض في الأسباب، و إنما نقول أن طرق الكلام تقوم على المناظرة و الحوار و إجادة الحجاج و المجادلة، و قد شهد الميدان رجالا تسلّحوا بالإيمان و تزوّدوا بالأحكام و اقتحموا تلك المعتركات للذبّ عن العقيدة و فضح أهل الأهواء و البدع.

أما الأتباع بعد عصر الشافعي فإنهم لا ينفون الحقائق، و لا ينكرون ما كان عليه الشافعي فيقولون: إن الشافعي كان قويا في المناظرة و المجادلة. بل أنهم يرون تمكنه من ذلك سببا في رجوع الناس عن قول أبي حنيفة و قول مالك لمخالفته لهما [1].

و لا نريد أن نتوسع في القول، فقد ذكرنا قبل قليل بعض ما يشير إلى خوضه في الرأي و المناظرة، و فيه مجال لمزيد من القول، و لكنّا آثرنا الاختصار، لأن غاية البحث في أغراض أخرى، و لا مانع من القول أن الشافعي- في طلبه و بحثه- كان لا يتوقف عند التهم، و لا يمتنع من الاتصال و الاطلاع بنفسه. لأن سلاح الاتهام بالبدع و الأهواء استعمل في مناسبات و أغراض اختلطت فيها الصور، و مرّت الموجة لتشمل آخرين لا ذنب لهم، و قد ذكرنا طرفا من علاقته بالمريسي، و أنه جاء إليه للعلم، و مضى الشافعي في مجادلته لمّا تبيّن له ضلاله.

عن أبي ثور قال: سمعت الشافعي يقول: قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل، و له أولياء صغار و كبار، و هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟ فقال: لا.

فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب ابن ملجم و لعلي أولاد صغار؟

فقال: أخطأ الحسن بن علي. فقلت: أ ما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟ قال:

و هجرته من يومئذ. فنرى أن الإمام الشافعي يهجر من كان يتوسّم فيه العلم و هو من أهل الكلام لأنه أساء اللفظ في وصف السبط الزكي. و يذمّ الآخرين ممن استهواهم الجدل و غلب عليهم الرأي، فأباحوا لأنفسهم ما لا يرضي اللّه أو أدتهم أهواءهم إلى الخروج إلى غيرها. و من الأسباب التي يمكن أن يحتج بها لأقوال الشافعي و من جملتها أيضا ما ذكرناه من هوى الأصحاب و الأتباع في الحفاظ على منهج الشافعي في سياقهم، و لا نرى وجها للتعليل بأن نهي الشافعي عن علم الكلام و التحذير منه كان لما بدر من المعتزلة، لأنهم كانوا القوامين عليه.


[1] مناقب الرازي ص 139.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست