responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 407

سلمى في الشعر، و على أبي حنيفة في الكلام) [1]. كما أن قراءته لتفسير مقاتل بن سليمان معروفة كما في أشكال المعنى عليه في قوله تعالى: وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها [2].

و لا ندري هل تضافر التفسير و الشعر و الكلام على تمكّنه من ضرب من الألغاز يرد في التفسير؟ نسوق بعض نصوص دون تعليق:

قيل له- أي الشافعي- كم قرء أم فلاح؟ فأجاب: على البديهة من ابن ذكا إلى أم شملة. و المراد بالقرء الوقت، و أم فلاح الفجر، و هو كنية الصلاة. و السؤال واقع عن مدة وقت صلاة الفجر، و قول الشافعي رضي اللّه عنه: من ابن ذكا. أي من وقت الصبح، و إلى أم شملة، و هي كنية الشمس، أي إلى طلوع الشمس. و هذا التفسير منسوب إلى الخطابي.

و ثانيها: سئل نسي أبو دارس درسه قبل غيبة الغزالة بلحظة، ما ذا يجب على أمه؟ فقال: عليها قضاء وظيفة العصرين. قال السائل: لجناية جناها أبو دارس؟ قال الشافعي: بل لكرامة استحقّتها أمه. و تفسيره أن نقول: أبو دارس: كنية فرج النساء، و الدارس: الحيض. فقال: نسي درسه، أي ترك حيضه. و الغزالة: الشمس، و المراد بأم دارس: المرأة، إذ أم الشي‌ء أصله ... سئل: هل تسمع شهادة الخالق؟ قال:

لا، و لا روايته. و الخالق: الكاذب، قال اللّه تعالى: إن هذا خلق الأولين ... الخ.

و قد حرص تلامذته على حفظ نزعة الشافعي في غرض لا يؤاخذ عليه كأحمد بن حنبل إذ يقول: خير خصلة في الشافعي أنه ما كان يشتهي الكلام، إنما كان همّته الفقه. و قد بات علم الكلام يومئذ محذورا، و أصبح يعني الأهواء و النحل المختلفة، و يصف الشافعي الظرف الذي كان فيه فيقول: رأيت أهل الكلام يكفّر بعضهم بعضا، و رأيت أهل الحديث يخطئ بعضهم بعضا، و التخطئة أهون من الكفر. و عرف عن الشافعي طعنه في علم الكلام و بغضه لأهله، و أحاطه الأصحاب بما يوحي بأن الشافعي اقتصر على ما بأيديهم من طرق و لم يجاوز الأثر و الحديث، و لم يخض في جدل أو حوار، و أنه انتهى من اطلاعه إلى أن أهل الكلام على شي‌ء ما توهمه، و لئن يبتلى المرء بجميع ما نهى اللّه تعالى عنه سوى الشرك باللّه، خير من أن يبتلى بالكلام. و كان ذلك بتأثير العصر الذي عاش فيه الشافعي، إذ ارتأى الأصحاب‌


[1] تاريخ بغداد ج 13 ص 161.

[2] مناقب الرازي.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست