نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 406
كنت أردت رجلا واحدا و هو مالك بن أنس فألا ذكرت ذلك الرجل بعينه و لم تطعن على أهل حرم اللّه و حرم رسوله و كلهم على خلاف ما ادعيته. و أما كتابك الذي ذكرت أنك وضعته على أهل المدينة، فكتابك من بعد «بسم اللّه الرحمن الرحيم» خطأ إلى آخره. ثم يذكر الشافعي أقوال ابن الحسن و ردّه عليها [1].
و عند ما يسمع الناس عن منحى الشافعي في محاورة أهل الرأي يطلقون عليه (ناصر السنة) أو (ناصر الحديث) على اختلاف في التسمية بين ما ذكره ابن كثير و هو الأول بسنده عن الشافعي، و ما ذكره الخطيب بسنده عن الشافعي أيضا و هو الآخر.
و من الواضح أن الشافعي يأخذ بالرأي و يقوم بالاستنباط في عموم آرائه بعد تردّده على بغداد لعدة مرات و لسنين، و لكنه يبقي للحديث الشريف الأوليّة، فقد قالوا عنه: إذا صحّ عندكم الحديث عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فقولوا به ودعوا قولي، فإني أقول به، و إن لم تسمعوا مني- و في رواية- فلا تقلدوني، و في رواية فلا تلتفتوا إلى قولي، و في رواية فاضربوا بقولي عرض الحائط. فلا قول لي مع قول رسول اللّه [2].
و تلك من مزايا الإمام الشافعي، لأن صحة الحديث النبوي الشريف و التحقق من طرقه من أعظم الأمور التي يتحرّاها الفقيه للاتباع أو للاستنباط.
و صفوة القول، فإن الإمام الشافعي كان طلّابة علم و بحّاثة يرود المواطن التي يرى فيها لفكره فائدة، إما اطلاعا أو أخذا، فهو كثير السؤال، و يدلنا قوله: (ما رأيت أحدا سأل عن مسألة فيها نظر، إلا رأيت الكراهة في وجهه إلا محمد بن الحسن) [3].
و مع تحوطه و تحرّزه، فإنه يثني على مقاتل بن سليمان [4] و قول الشافعي مشهور: (الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل في التفسير، و على زهير بن أبي
[4] مقاتل بن سليمان بن بشر أبو الحسن البلخي، قدم بغداد و حدّث بها، و اشتهر بالتفسير. قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة، قال بالتشبيه و أفرط في إثبات الصفات و تشبيه اللّه عز و جل بالمخلوقات. قال أبو حيان: كان يأخذ من اليهود و النصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم توفي سنة 150 ه.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 406