نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 405
فكانت مناظراته مع الشافعي من أشهر ما ذكر عن المريسي و قالوا: حج بشر المريسي فرجع فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه [1].
و في رحلته إلى بغداد ينزل الشافعي على بشر المريسي، فقالت له أم بشر: لم جئت إلى هذا؟ فقال أسمع منه العلم. فقالت: هذا زنديق. و في رواية أن أم بشر جاءت إلى الشافعي فقالت: يا أبا عبد اللّه أرى ابني يهابك و يحبّك، و إذا ذكرت عنده أجلّك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، و يتكلم في شيء يواليه الناس عليه و يحبونه؟ فقال لها الشافعي: أفعل. فقال الشافعي لبشر:
أخبرني عمّا تدعو إليه أ كتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنّة قائمة، أم وجوب عن السلف البحت فيه و السؤال عنه [2]؟ و لا نستطرد في ذكر أقوالهما لأن ذلك ليس في نطاق البحث.
و الغرض أن الشافعي نهج مع بشر منهج الحوار و القول بالحق، و ناظره في مسائل كثيرة، فتبدّلت علاقتهما و ساءت، لأن الناس مالت إلى الشافعي، و خفّوا عن بشر، فلما قيل لبشر: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم؟ فقال: إنه قد تغيّر عمّا كان عليه [3].
و في المرة الأولى من قدومه بغداد انقطع الشافعي إلى محمد بن الحسن، فحمل عنه [4] و قد قدّر ما كتبه بوقر بعير، و كان الناس يعظمون محمد بن الحسن لقربه من الرشيد، و قد اجتمعا على باب هارون، فاندفع محمد يعرّض بالشافعي و يذم أهل المدينة بقوله: من أهل المدينة؟ و أي شيء يحسن أهل المدينة؟ و اللّه لقد وضعت كتابا على أهل المدينة كلها لا يخالفني فيه أحد، و لو علمت أن أحدا يخالفني في كتابي هذا تبلغني إليه آباط الإبل، لصرت حتى أردّ عليه.
و ينتبه الشافعي إلى أصل التحامل و مداره بين الأشخاص، فيروي الشافعي:
فتقدمت إليه فقلت: أصلحك اللّه- طعنك على أهل المدينة و ذمك لأهل المدينة إن