نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 404
يختلفون إذا تكافأ الاثنان كأبي حامد الاسفراييني و سهل بن أبي سهل الصعلوكي أو الفخر الرازي و الرافعي [1].
بين الحديث و الرأي:
ذكرنا سابقا رأي ابن حجر في اجتماع الحديث و الرأي في الشافعي، و خلصنا إلى أن الرحلة إلى العراق حقيقتها كانت لدوافع علمية، لأن الشافعي- و هو يتلقى على مالك- كان قادرا على المناظرة، و مستعملا الرأي الذي يخالف به أستاذه، و يقوم بالاستنباط، فقد روي عنه أنه كان جالسا بين يدي مالك بن أنس، فجاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا محمد، إني رجل أبيع القمري، و إني بعت يومي هذا قمريا، فبعد زمان أتاني صاحب القمري و قال: إن قمريك هذا لا يصيح، فتشاجرنا إلى أن حلفت بالطلاق أن قمريي ما يهدأ من الصياح؟ فقال مالك: طلقت امرأتك. فانصرف الرجل حزينا، فقام الشافعي إليه و قال للسائل: أ صياح قمريك أكثر من سكوته أم سكوته أكثر؟ فقال السائل: بل صياحه. فقال الشافعي: انصرف، فإن زوجتك ما طلقت. ثم رجع الشافعي إلى الحلقة فعاد السائل إلى مالك. فقال: يا أبا عبد اللّه تفكر في واقعتي لتستحق الثواب. فقال مالك: الجواب ما تقدم. فقال: فإن عندك من قال الطلاق غير واقع. فقال مالك: و من هو؟ فقال السائل: هو هذا الغلام. و أومأ إلى الشافعي، فغضب مالك عليه و قال له: من أين لك هذا الجواب؟ فقال الشافعي: إني سألته أن صياحه أكثر أم سكوته؟ فقال: إن صياحه أكثر. فقال مالك: و هذا الدليل أقبح، و أي تأثير لكثرة صياحه أو قلة سكوته في هذا الباب؟ فقال الشافعي: إنك حدثتني عن عبد اللّه بن يزيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أنها أتت النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فقالت: يا رسول اللّه أن أبا جهم و معاوية خطباني، فأيّهما أتزوج؟
فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): أما معاوية فصعلوك، و أما أبو جهم فرجل لا يضع عصاه عن عاتقه.
و قد علم النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أن أبا جهم كان يأكل و ينام و يستريح، فعلمنا أنه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) عبّر بقوله- لا يضع عصاه عن عاتقه- على تفسير أن الأغلب من أحواله ذلك اه.
و اشتهر منه ذلك و هو في الحجاز، حتى لفت أنظار أهل الرأي كبشر المريسي [2]
[2] بشر بن غياث بن عبد الرحمن المريسي المعتزلي أدرك أبا حنيفة و أخذ عنه، ثم لازم أبا يوسف و أخذ عنه، و صار من أخص أصحابه، و اشتهر بعلم الكلام و الفلسفة، و قال بخلق القرآن، و إليه تنسب المريسية من المرجئة، و كفّره أكثرهم. و نسبته إلى مريسة توفي سنة 219 ه.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 404