responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 402

يوسف على قضاء القضاة، و محمد على المظالم). و لا نزيد في الاقتباس على هذا، لأن وفاة أبي يوسف مع الاختلاف في سنة 182 أو 183 ه و الثابت أنه لم يلتق بالشافعي، و تختلف الروايات هل حمل من اليمن أو من مكة؟ و هل كان في اليمن واليا أو مقيما؟

و يضمّن ابن كثير روايته إشارة إلى موت أبي يوسف، و أن الاجتماع اقتصر على محمد بن الحسن، و تبين للرشيد براءته مما نسب إليه، و أنزله محمد بن الحسن عنده و أكرمه‌ [1].

و لا يغير ذلك منه أن المحنة قد وضع حكايتها عبد اللّه بن محمد البلوي، و قد تضمّنت أشياء كثيرة لا أصل لها [2]. و لم تكن إلا من تلاطمات المناقبية، و موجات العواطف، و لا نذكر ما للشافعي فيه تضلّع و بصر كالأحكام و الشعر و صنوف الأدب الأخرى التي جاءت على لسان الشافعي و هو يجيب الرشيد، لكنا نذكر طرفا من أسئلة الرشيد و أقوال الشافعي و هو يجيبه. قال الرشيد: فكيف علمك بالنجوم؟ قال الشافعي: أعرف الفلك الدائر و النجم السائر، و الرجوع و الاستقامة و السعود و النحوس و هيئاتها و طبائعها و ما أهتدي به في بر و بحر، و ما يستدلّ به في أوقات الصلاة و أحوال الفصول و الأوقات. قال الرشيد: فكيف علمك بالطب؟ قال الشافعي: أعرف ما قالت الروم مثل أرسطاطاليس و بقراط و جالينوس و قرقوريوس و ابنه قليس بلغاتها، و ما نقله أطباء العرب و قننته فلاسفة الهند، و نمّقته علماء الفرس مثل جاماسب و ساهمرد و بزرجمهر ... الخ الرواية. إلى غيرها من رغبات التابعين الذين يحملهم الهوى على وضع صورة لشخصية محبوبهم و مقتداهم تفوق مواهب الآخرين و قدرات البشر على التعلم مما لم يدّعيه الشافعي و لم ينطق به. فقالوا في معرفته بالطب أنه كان يقول:

العلم علمان: علم الأبدان و علم الأديان. ثم تارة يقول: علم الأبدان هو الطب، و علم الأديان هو الفقه. و أخرى يقول: علم الأبدان هو الفقه، لأنه يحثّ على التكاليف المتوجهة على الأعضاء و الجوارح. و علم الأديان هو علم الباطن، و هو معرفة اللّه تعالى و كيفية الدواعي و الصوارف و النيات في الأعمال.


[1] البداية و النهاية ج 10 ص 252.

[2] انظر قصتها في الحلية ج 9 ص 85. و المناقب للرازي ص 23- 27. و معجم الأدباء ج 17.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست